إلى قوله في الدفاع عنه:
يصبُّ عليه سوطَ ذم وغيبة ... ويجفوه من كان يهواه من عمْدِ
ويُعزى إليه كلُّ ما لا يقولُه ... لتنقيصِهِ عند التهاميِّ والنجْدِ
فيرميه أهلُ الرفض بالنصبِ فريةً ... ويرميه أهلُ النصب بالرفضِ والجحدِ
وليس له ذنبٌ سوى أنه غدا ... يُتَابِعُ قولَ الله في الحل والعقد
ويتبع أقوال النَّبي محمدٍ ... وهل غيره بالله في الشرع من يهدي
ومما يدل على ذلك القبول - أيضًا - قولُ١ محمد بن أحمد الحفظي:
عصائبُ في نجدٍ تمهد للمهدي ... وتحيى موات الدين في القرب والبعد
وبارقهم ما زال بالخير لامعًا ... فَبُورِكَ من بَرْقٍ وبورك من نجدٍ
إلى قوله في الشوق للقاء أولئك الدعاة:
وهيَّجْتَ قلبي للمسير وللقا ... وأدخلت وسط القلب ودًّا على ودِ
ولو أن لي يا بارق الخير قدرة ... وليس معي عذر لجئتكم وحدي
ولكن أهلا ثم سهلا بمن دَعَا ... إلى الحقِّ والتوحيد للواحد الفرْدِ
وإني لمن يدعو إلى الحق تابعٌ ... مجيب وتواب من السهو والعمْدِ
ولقد كانت عسيرُ في مقدمة البلدان التي قبلت تلك الدعوة، وذلك بتوفيق الله تعالى ثم للواقع الذي كانوا يعيشونه; فقد سلموا إلى حد كبير مما أصاب أمثالهم من الاتجاهات الدينية الضالة والفرق المذهبية الخاطئة، حيث كان يسود قبائلها المذهب الشافعي، وهو مذهب سني معهود مما جعل قبول هذه الدعوة الإصلاحية أمرًا يسيرًا٢.
_________
(١) «نفحات من عسير» جمع محمد زين العابدين الحفظي: ص ٤٦.
(٢) انظر: مقدمة كتاب «عسير في ظلال الدولة السعودية الأولى» للدكتور/ عبد الله أبو داهش: ص ٥.
1 / 7