*
مقدمة تحقيق الكتاب
...
مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الر حيم١.
الحمد/ لله الذي شرح صدور أوليائه بنور اليقين، ومنح بأنوار علومه من اختاره من عباده المؤمنين، وفتح أقفال قلوب علمائه بفتحه٢ المبين، وأرشدهم إلى تبيين أحكام الإسلام والدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمي٣ الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين.
أما بعد:
فإن التوحيد عظيم شأنه، عال قدره ومكانه، المحققون حول حماه [يحمون] ٤ والمقصرون٥ فيه في لجج بحار الشرك غارقون قال الله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ٦ وأهم العلوم وأعظمها
_________
(١) في «ر» «ع» بعد البسملة قوله: (وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، وفي «ش»: (وبه الإعانة) .
(٢) في «ع»: (بمفتاحه)، وهو تحريف من الناسخ.
(٣) المقصود بوصف النبي ﷺ بـ «الأمي» إما نسبة إلى الأمة الأمية التي لا تكتب ولا تحسب وهم العرب، أو نسبة إلى الأم، والمعنى: أنه باق على حالته التي وُلد عليها لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، وقيل: نسبة إلى أم القرى وهي مكة. انظر: «فتح القدير» للشوكاني: (٢/ ٢٥٢) . وإذا وصف ﷺ بـ «الأمية» عد ذلك مدحا له وتبرئة مما اتهمه به كفار قريش من أخذه للقرآن من عند غير الله حيث «يقولون إنما يعلمه بشر»، «وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا»، «وقالوا إن هذا إلا سحر يؤثر» .
(٤) في «الأصل»، و«ش»: (يحومون) .
(٥) في «ع»، و«ش»: (والمقصرون في لجج بحار. . . إلخ) .
(٦) سورة يوسف، الآية: ١٠٦.
1 / 5