وعند البيهقي اثنتين وعشرين ليلة، وعند ابن حزم: خرجنا من مكة وقد بقي من صفر ثلاث ليال، وقال البرقي: قدمها ليلا، وقيل: قدم لثلاث عشرة ليلة مضت منه، ومن العجب عدم موافقة ابن النجار لشيء من هذه الأقوال بل جزم بقدومه عليه الصلاة والسلام حين اشتد الضحى يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، ووافقه جازما بذلك النووي في زوائده من كتاب السير من الروضة (3)، وأقام علي ثلاثة أيام بمكة بعده حتى أدى للناس 48
ودائعهم، ثم لحقهم فأدركهم بقباء فنزل معه على كلثوم بن الهدم أحد بني زيد، وهو يومئذ مشرك رواه ابن زبالة، وقيل سعد بن خيثمة، ونزل أبو بكر على خبيب بن اساف، وقيل على خارجة بن زيد، وكلاهما من الخزرج، وقال كلثوم لغلام له: يا نجيح أطعمنا رطبا، فقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: (أنجحت وأنجحنا) وكلثوم أول من مات من الأنصار بعد قدومه صلى الله عليه وسلم، وبعده بأيام مات أبو أمامة أسعد بن زرارة فيما نقله السهيلي زاد غيره: هلك بالذبحة ومسجد المدينة يبنى، وهو أول من دفن من المسلمين بالبقيع. قاله رزين، وبهذا يظهر أن عثمان بن مظعون أول من دفن به من المهاجرين جمعا بين النقلين والله أعلم (1).
وكان لكلثوم بن الهدم مربد أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسسه وبناه مسجدا وصلى فيه نحو بيت المقدس قبل أن يأتي المدينة، قيل: وهو أول مسجد أسس في الاسلام والله أعلم، فمسجد قباء في بني عمرو بن عوف (2).
Página 48