"خلت الديار" (¬1) ومن الشقاء تفردي بالسؤدد (¬2) وكان غيره من الشيوخ يتمثل بقول القائل (¬3) /ص155/ لعمر أبيك ما نسب المعلي (¬4) إلى كرم وفي الدنيا كريم ولكن البلاد إذا أقشعرت= وأيبس نبتها رعي الهشيم (¬1). ولقد رأيت شيئا كتبه بعض شيوخنا من القرويين، بعد جوابه في مسائل عنها فقال: "ولقد ضاع قوم كنت أنا المقصود بمسائلهم". كل ذلك تعليل لنفسه وعلمه. هؤلاء وان كانوا يقولون: هذا على باب التواضع، ولأنهم يعلمون أنه يسير في جنب من تقدمهم من العلماء، فنحن يجب أن نقول: هذا على الحقيقة لذهاب العلم،وانقراض الناس في أقطار الأرض، (البقرة_156)، على ما آلت إليه الأمور. /ص156/ فقد صار العلم اليوم بالدعوى، ولمن (¬2) يجمع حوله قوما يعظمونه ويمدحونه من الجهلة، فيدخل بذلك عند العامة من جملة أهل العلم وإن كان ليس منهم. وهذا كله من أشراط الساعة (¬3) (البقرة_ 220) نسأل الله تعالى القصر من الذلل، والتوفيق في القول والعمل. وإنما ذكرت هذا تنبيها على ذهاب العلم، وان يكون فيه حذر من يتكلم الكلام في الحوادث ممن احتاج الناس إليه لذهاب العلماء. نسأل الله تعالى التوفيق لمجابه، وما يقرب منه ويزلف عنده بمنه وفضله. وصلى الله على محمد وآله "وسلم" (¬4) تسليما.
تمت الأجوبة على بركة الله وحسن عونه
وصلى الله على محمد نبيه وعبده وسلم تسليما
Página desconocida