وأما عيينة بن حصن فأتى النبي_ صلى الله عليه وسلم_ فقال: /ص130/ يا محمد أني حامل إلى قومي لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس (¬1)، قال: فأخذه النبي_ صلى الله عليه وسلم_ فنظر إليه فقال: كتب بالذي أمرت (¬1) /ص131/ قال ابن مهاجر: قال ابن بكير: فترى أن النبي_ صلى الله عليه وسلم_ كتب بعد ما أنزل عليه القرآن؟ فهذا وان ذكر فليس بمشهور، وهو قول ضعيف لا دليل من الكتاب يصححه، ولا خبر متواتر يؤيده، وما قدمناه من التأويل أولى. وان صح الخبر وكان على ظاهره كما ذكره_ والله أعلم_. وقد رأيت في بعض التواليف، في فضل الكتابة والتنبيه على علو رتبتها أن بعض المتكلمين (¬2) زعم أن النبي_ صلى الله عليه وسلم_ كان يقرأ ويكتب ويقول الشعر. واحتج بما وقع له من الكلام الموزون، ورأى أن الكتابة وقول الشعر فضيلة لا يصح عنده أن يكون الرسول_ صلى الله عليه وسلم_ عاطلا منها_ وأن النافي عنه ذلك مقصر به عن رتبته، وقائل فيه ما لا يسوغ له القول به، وهذا الذي حسبه أن أراد به أن النبي_ صلى الله عليه وسلم_ كان على ذلك قبل بعثته إلى حين وفاته. فهذا جهل غامر من قائله، بنصوص القرآن واجماع الأمة على خلافه، وتلاحد من قاصده، بعد وقوع العلم له به. وان كان أراد ذلك كان بعد تقرر رسالته، وثبوت نبوته بصحة اعلامه. فهذا نحو ما روي عن الشعبي وغيره (¬3). والأولى ما قدمناه. على أني أقول: /ص132/ أن الأمية (¬4) لو فهمت
Página 93