Realización de las Esperanzas en las Obras que Benefician a los Muertos
تحقيق الآمال فيما ينفع الميت من الأعمال
Géneros
معنى كراهية الموت
وأما كراهية الموت فأمر طبيعي لا يكاد الإنسان ينفك عنه، وذلك لأن الموت مؤلف في نفسه، ومفرق بين الإنسان وبين محبوباته ومألوفاته من دنياه. ولما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)). قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله كلنا نكره الموت، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن المؤمن إذا حضره الموت بشر برحمة الله فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله فكره لقاء الله وكره الله لقاءه)).
وفي وصف المؤمن المحبوب المذكور في قوله عليه الصلاة والسلام عن الله: ((ما تقرب المتقربون)) فساق الحديث إلى أن قال تعالى: ((وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه))، فانظر كيف وصفه بكراهية الموت مع كمال إيمانه وعلو منزلته عنده تعالى تعلم صحة ما ذكرناه، وفي أخبار موسى عليه الصلاة والسلام أنه لطم ملك الموت حين جاءه ليقبضه فأخرج عينه.
نعم، قد تنغمر كراهية الموت حتى لا تحس في حال قوة إشراق أنوار المعرفة واليقين، ويكون ذلك لأهله في وقت دون وقت. وأما الأمر العام في أهل الإيمان فهو أنهم يحبون الموت لما فيه من لقاء الله، والمصير إلى الدار الباقية، والخروج من الدنيا محل الفتن والمحن، ويكرهون المون بالنفس والطبع، لما فيه من الألم وفراق المحبوبات، وكلما كان الإيمان أقوى كانت الكراهية أقل، ومقتضى الطبع أضعف، وبالعكس. فتفطن لذلك، والله يتولى هداك.
وأما طول العمر في طاعة الله فهو محبوب ومطلوب لقوله عليه الصلاة والسلام: ((خيركم من طال عمره وحسن عمله)) وكلما كان العمر أطول في طاعة الله كانت الحسنات أكثر والدرجات أرفع. وأما طوله في غير طاعة الله فبلاء وشر، تكثر السيئات وتتضاعف الخطيئات.
Página 71