============================================================
الحريص يكون عبدا، كاد الفقر يكون كفرا، كاد البيان يكون سحرا، كاد النعام يكون طيرا، كاد البخيل يكون كلبا، كاد السيء الخلق يكون سبعا" .
وكان يمكنه الاكتفاء بذلك، قالفائدة تمت حينئذ، ولكنه أتبعها بذكر حكاية من خزعبلات العرب، عن محاجاة امرأة من الجن لنفر من العرب، وهي زيادة تنافي روح التهذيب، ولم يكن ثمة داع لذكرها.
وكذلك ما أورده ابن منظور في مادة (نشم):1 يقولون لمن بدأ في إثارة شر أو ف ساد أمر: قد نشب فيه، ووجه الكلام أن يقال: نشم فيه بالميم ؛ لاشتقاقه من قولك: شم اللحم إذا بدأ التغير فيه، وعلى هذاجاء في مقتل عثمان رضي الله عنه: فلسماتشم الناس في الأمر ؛ أي ابتدهوا في التوثب على عثمان والنيل منه، وكان الأصمعي يرى ان لفظة (نشم) مما لا يستعمل إلا في الشر، وأن منها اشتقاق قولهم: [الطويل] .. دقوا بينهم عطر منشم لأن هناك على الحقيقة عطرايدق. وقيل: بل منشم عطارة ما تطيب بعطرها أحد، فبرزلقتال إلا وقتل أو جرح، وقيل بل الإشارة إلى عطارة أغار عليها قوم وأخذواعطراكان معها، فأقبل قومها إليها، فمن شموامنه رائحة العطر قتلوه، ومن أوله على هذا قال: عطر من شم، فجعلوه مركبا من كلمتين، وقيل: الكناية فيه عن عروق السنبل الذي يقال إنه سم ساعة. وذكر ابن الكلبي أنها امرأة من خزاعة كانت تبيع العطر، فتطيب بعطرها قوم وتحالفوا علي الموت فتفانوا. وقيل بل هي صاحبة يسار الكواعب، وكان يسار هذا عبدا أسود يرعى الأبل، إذا رأته النساء ضحكن منه، فيتوهم أنهن يضحكن من حسنه ! فقال يوما لرفيق له: أنا يسار الكواعب، ما رأتني حرة إلا عشقتني، فقال له رفيقه: يا يسار اشرب لبن العشار و كل لحم الحوار واياك وبنات الأحرار، فأبى وراود مولاته على نفسها، فقالت له مكانك حتى آتيك بطيب أشئك إياه، فأتته بموسى، فلما أدنى أنفه إليها لتشمه جدعته7 فقد كان بإمكان ابن منظور الوقوف بتلك المسألة حتى قوله: " دقوابينهم عطر
Página 49