Tahdib al-kamal en los nombres de los hombres

Jamal al-Din al-Mizzi d. 742 AH
24

Tahdib al-kamal en los nombres de los hombres

تهذيب الكمال في أسماء الرجال

Investigador

د بشار عواد معروف

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1413 AH

Ubicación del editor

بيروت

أشعريا جلدا متعصبا على المخالفين (١)، ولكن التقي السبكي كان يحبه (٢)، فروى التاج السبكي أن والده التقي قال: دخل إلي وقت العشاء الآخرة، وَقَال أمورا يريد بها تعريفي بأهل دمشق، قال: فذكر لي البرزالي وملازمته لي، ثم انتهى إلى المزي، فقال: وينبغي لك عزله من مشيخة دار الحديث الاشرفية، قال الشيخ الإمام (يعني التقي)، فاقشعر جلدي، وغاب فكري، وقلت في نفسي: هذا إمام المحدثين، الله لو عاش الدارقطني استحيى أن يدرس مكانه. قال: وسكت، ثم منعت الناس من الدخول علي ليلا، وقلت: هذه بلدة كثيرة الفتن. فقلت أنا للشيخ الإمام: إن صدر الدين المالكي لا ينكر رتبة المزي في الحديث، ولكنه كأنه لاحظ ما هو شرط واقفها، من أن شيخها لابد أن يكون أشعري العقيدة، والمزي وإن كان حين ولي كتب بخطه بأنه أشعري إلا أن الناس لا يصدقونه في ذلك. فقال: أعرف أن هذا هو الذي لاحظه صدر الدين، ولكن من ذار الذي يتجاسر أن يقول: المزي ما يصلح لدار الحديث، والله ركني ما يحمل هذا الكلام (١١٠) . وقد استمر المزي متوليا لهذه الدار طيلة حياته، وكانت مسكنه، فكانت ولايته لها قرابة أربعة وعشرين عاما، ومنها نشر علمه الجم، وفيها حدث بكتابه العظيم تهذيب الكمال وغيره، وسمعها عليه الجلة من شيوخ العصر. وكان المزي، إضافة إلى ذلك، شيخا لدار الحديث الحمصية المعروفة بحلقة صاحب حمص، وإن كنا لا ندري متى تولاها، ولكنه تنازل عنها لتلميذه الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي

(١) الذيل على ذيل العبر للحسيني: ٢٧٦، والدرر لابن حجر: ٢ / ٢٤٨، وذيول تذكرة الحفاظ: ١١٩، وتوفي سنة ٧٤٩. (٢) طبقات السبكي: ١٠ / ٣٩٧. (٣) نفسه: ١٠ / ٣٩٨ ٣٩٧.

1 / 28