Tahdib al-atar
تهذيب الآثار
Investigador
محمود محمد شاكر
Editorial
مطبعة المدني
Ubicación del editor
القاهرة
وفى هذا الخبر أعنى خبر ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم الذى ذكرناه من طوافه بالبيت راكبا على بعيره البيان أن من سنته فى الطواف به استلام الحجر الأسود بيده إذا انتهى إليه الطائف فى طوافه وقول لا إله إلا الله والله أكبر عند استلامه أو تقبيله إن قدر على ذلك
وإن لم يقدر عليه لعجزه عن الوصول إلى استلامه بيده وتقبيله فاستلامه بعصا إن كانت معه وقيل ما ذكرت من التكبير وتقبيل ما استلمه به
وإن لم يقدر على استلامه بيده وتقبيله ولم يكن معه ما يستلمه به من عصا أو عود وقضيب فالإشارة إليه بيده أو ما معه مما يشير به إليه وقيل ما ذكرت ثم تقبيل يده التى أشار إليه بها أو تقبيل ما أشار إليه به
لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أتى عليه وهو راكب أشار إليه بما معه وكبر ثم قبل الذى أشار به إليه وكان فعله ذلك كذلك لأنه كان راكبا ولم يكن له السبيل إلى استلام الحجر بيده وتقبيله وهو راكب إلا بنزوله عن بعيره فأشار إليه بمحجنه وكبر وقبل محجنه
فقام ذلك من فعله مقام استلامه بيده وتقبيله إياه
فكان بينا بذلك من فعله أن سنة كل طائف به لم يكن له السبيل إلى استلام الحجر بيده وتقبيله إلا بكلفة مؤونة ومشقة عليه إما لحاجته إلى المزاحمة عليه واحتمال مشقة من أجل الوصول إلى استلامه بيده وتقبيله أو غير ذلك من الأسباب فأشار إليه بيده أو استلمه بما معه من قضيب أو عود وكبر ثم قبل ما استلمه به أو يده التى أشار بها إليه أن ذلك من فعله كذلك يقوم مقام استلامه بيده وتقبيله إياه
Página 80