391

El Tahbir para aclarar los significados del Taysir

التحبير لإيضاح معاني التيسير

Editor

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

Editorial

مَكتَبَةُ الرُّشد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

Géneros

قال الحافظ ابن حجر (١): قلت: ويحتمل أن يكون خروجه خشية أن يبدو منه في حال الغيظ ما لا يليق بجناب فاطمة ﵍ فحسم مادة الكلام بذلك إلى أن تسكن فورة الغضب من كل منهما.
وقد ذكر ابن إسحاق عقب القصة المذكورة قال: حدثني بعض أهل العلم أنَّ عليًا كان إذا غضب على فاطمة في شيء لم يكلمها، بل كان يأخذ ترابًا فيضعه على رأسه، وكان النبي ﷺ إذا رأى ذلك عرف، فيقول: ما لك يا أبا تراب.
قوله: "فجاء":
أي: النبي ﷺ.
قوله: "وهو":
أي: علي.
قوله: "مضطجع ... إلى آخره":
فيه مكارم أخلاق النبي ﷺ لأنه توجه نحو علي ﵁ ليترضاه، ومسح التراب عن ظهره ليبسطه، وداعبه بالكنية المذكورة المأخوذة من حالته، ولم يعاتبه على مغاضبته لابنته مع رفيع منزلتها عنده، فيؤخذ منه استحسان الرفق بالأصهار، وترك معاتبتهم آنفًا إبقاءً لمودتهم.
قوله: "قم أبا تراب! قم أبا تراب! ":
وفي لفظ البخاري (٢): "اجلس أبا تراب"، وقد روي للتسمية بأبي تراب شيئان آخران.
ويستفاد من الحديث جواز تكنية الشخص بأكثر من كنيته، والتلقيب بلفظ الكنية مما يشتق من حال الشخص، وأنَّ اللقب من إذا صدر من الكبير في حق الصغير تلقاه، ولو لم

(١) في "فتح الباري" (١٠/ ٥٨٨).
(٢) في "صحيحه" رقم (٦٢٠٤).

1 / 391