378

El Tahbir para aclarar los significados del Taysir

التحبير لإيضاح معاني التيسير

Editor

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

Editorial

مَكتَبَةُ الرُّشد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

Géneros

قوله: "وأصدقها حارث وهمام".
قال ابن الأثير (١): الحارث: الكاسب، والاحتراث: الاكتساب، وهمَّام فعَّال، من هَمَّ، فهو همَّام، وإنما كان أصدق الأسماء؛ لأنَّ الإنسانَ كاسبٌ، وهمَّامٌ بالطَّبع، فلا يكاد يَخلُو من كسب [٧١ ب/ ج] وهم. انتهى.
قوله: حرب ومرَّة.
قال (١) - أيضًا -: إنما كانا أقبح الأسماء؛ لأنَّ الحرب مما يتفاءل بها، وتُكْرَهُ لما فيها من القتل، والأذى.
وأمَّا مُرّة فلأن معناه: المُرُّ، والمُرُّ كريةٌ بغيضٌ إلى الطباع، أو لأنه كنْيَةُ إبليس، فإن كنيَةَ أبو مُرَّة.
قال أبو عمر بن عبد البر (٢): هذا عندي من باب الفأل الحسن، فإنَّه ﷺ كان يطلبه ويعجبه، وليس من باب الطيرة في شيء؛ لأنه محال أن ينهى عن الطيرة، ويأتيها، بل هو من باب الفأل، فإنه ﷺ يتفاءل بالاسم الحسن.
وقد روى حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني قال: "كان رسول الله ﷺ إذا توجه لحاجة يحب أن يسمع يا نجيح! يا راشد، يا مبارك".
وأخرج بسنده: أنَّ رسول الله ﷺ كان لا يتطير، وكان يتفاءل، فركب بريدة في سبعين راكبًا من أهل بيته من أسلم، فلقي النبي ﷺ ليلًا، فقال له نبي الله ﷺ: "من أنت" فقال: أنا بريدة فالتفت إلى أبي بكر، وقال: "يا أبا بكر برد أمرنا وصلح" قال: "ممن؟ " قلت: من أسلم. قال لأبي بكر: "سلمنا" ثم قال: "ممن؟ " قلت: من سهمٍ قال: "خرج سهمك". انتهى.

(١) في "جامع الأصول" (١/ ٣٥٩).
(٢) في "التمهيد" (٢٤/ ٧١، ٧٢، ٧٣).

1 / 378