[73] فان قالت الفلاسفة ان العالم انما امكن ان يكون بشكله المخصوص وكمية أجسامه المخصوصة وعدده المخصوص وان هذا التماثل انما يتصور فى أوقات الحدوث فانه ليس هنالك وقت كان حدوث العالم فيه أولى من غيره قيل لهم قد كان يمكنكم ان تجاوبوا عن هذا بان خلق العالم وقع فى الوقت الاصلح ولكن نريهم شيئين متماثلين ليس يمكن الفلاسفة ان يدعوا بينهما خلافا أحدهما تخصيص جهة الحركة التى للافلاك والثانى تخصيص موضع القطبين من الافلاك فان كل نقطتين متقابلتين فرضتا فى الخط الواصل من احدهما الى الثانى بمركز الكرة فانه يمكن ان يكونا قطبين فتخصيص نقطتين عن سائر النقط التى تصلح ان تكون قطبا للكرة الواحدة بعينها عن سائر النقط التى فى تلك الكرة لا يكون الا عن صفة مخصصة لاحد المثلين . فان قالوا انه ليس يصلح ان يكون كل موضع من الكرة محلا للقطبين قيل لهم يلزمكم على هذا الاصل الا يكون متشابه الاجزاء وقد قلتم فى غير ما موضع انه بسيط وانه لموضع هذا كان له شكل بسيط وهو الكرى . وأيضا فان ادعوا ان فيه مواضع غير متشابهة فقد يقال لهم من أى جهة صارت غير متشابهة بالطبع هل من جهة انها جسم أو من جهة انها جسم سماوى ولا يصح عدم التشابه من هاتين جسم أو من جهة انها جسم سماوى ولا يصح عدم التشابه من هاتين الجهتين .
[74] قال واذا كان هذا هكذا فكما يستقيم لهم قولهم ان الاوقات فى حدوث العالم متماثلة كذلك يستقيم لخصومهم ان جميع اجزاء الفلك فى كونها اقطابا متساوية لا يظهر ان ذلك يختص منها بوضع دون وضع ولا بموضع ثبوت دون موضع
[75] فهذا هو تلخيص هذا العناد وهو خطبى وذلك ان كثيرا من الامور التى ترى بالبرهان انها ضرورية هى فى بادئ الرأى ممكنة
Página 44