[66] وظاهر أن اقصى مراتب هذا العناد انه جدلى لان البرهان الذى أدى الى إثبات صفة بهذه الحال أعنى أن تخصص المثل بالايجاد عن مثله انما هو وضع المرادات متماثلة وليست متماثلة بل هى متقابلة اذ جميع المتقابلات كلها راجعة الى الوجود والعدم وهما فى غاية التقابل الذى هو نقيض التماثل فوضعهم ان الاشياء التى تتعلق بها الارادة متماثلة وضع كاذب وسيأتى القول فيه بعد .
[67] فان قالوا انما قلنا انها متماثلة بالاضافة الى المريد الاول اذ كان متقدسا عن والاغراض الاغراض هى التى تخصص الشىء بالفعل عن مثله قلنا أما الاغراض التى حصولها مما تكمل به ذات المريد مثل أغراضنا نحن التى من قبلها تتعلق ارادتنا بالاشياء فهى مستحيلة على الله سبحانه لان الارادة التى هذا شأنها هى شوق الى التمام عند وجود النقصان فى ذات المريد وأما الاغراض التى هى لذات المراد لا لان المراد يحصل منه للمريد شىء لم يكن له بل انما يحصل ذلك للمراد فقط كاخراج الشىء من العدم الى الوجود فانه لا شك فى ان الوجود أفضل له من العدم أعنى للشىء المخرج وهذه هى حال الارادة الاولى مع الموجودات فانها انما تختار لها ابدا أفضل المتقابلين وذلك بالذات وأولا . فهذا هو أحد صنفى المعاندة التى تضمنها هذا القول
Página 39