[202] وليس يلزم عن وضع أن كل نقطة من الكرة يصلح ان تكون مركزا وان الفاعل هو الذى يخصصها ان يكون الفاعل كثيرا الا ان يوضع انه ليس فى الشاهد شىء واحد يصدر عن فاعل واحد لان ما فى الشاهد هو مركب من المقولات العشر فكان يلزم ان يكون كل واحد مما ههنا يلزم عن عشر فاعلين وهذا كله سخافات وهذيانات أدى اليه هذا النظر الذى هو شبيه بالهذيان فى العلم الالهى والمصنوع الواحد فى الشاهد انما يصنعه صانع واحد وان كان يوجد فيه المقولات العشر فما أكذب هذه القضية ان الواحد لا يصنع الا واحدا اذا فهم ما فهم ابن سينا وأبو نصر وابو حامد فى المشكاة فانه عول على مذهبهم فى المبدأ الاول
[203] قال ابو حامد فان قيل لعل فى المبدأ انواع من الكثرة لازمة لا من جهة المبدأ وانما ظهر لنا ثلاثة او اربعة والباقى لم نطلع عليه وعدم عثورنا على عينة لا يشككنا فى ان مبدأ الكثرة كثرة وان الواحد لا يصدر منه كثير
[204] قلت هذا القول لو قالت به الفلاسفة للزمهم ان يعتقدوا ان فى المعلول الاول كثرة لا نهاية لها وقد كان يلزمهم ضرورة ان يقال لهم من اين جاءت فى المعلول الاول كثرة وكما يقولون ان الواحد لا يصدر عنه كثير كذلك يلزمهم ان الكثير لا يصدر عن الواحد فقولكم ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد يناقض قولكم ان الذى صدر عن الواحد الاول شىء فيه كثرة لانه يلزم ان يصدر عن الواحد واحد الا ان يقولوا ان الكثرة التى فى المعلول الاول كل واحد منها أول فيلزمهم ان تكون الاوائل كثيرة .
Página 245