[51] قلت هذا جواب عن الفلاسفة فاسد لان الفلاسفة لا ينكرون ان العدم طار وواقع عن الفاعل لكن لا بالقصد الاول كما يلزم من يضع ان الشىء ينتقل الى العدم المحض بل العدم عندهم طار عند ذهاب صورة المعدوم وحدوث الصورة التى هى ضد ولذلك كانت معاندة أبى حامد لهذا القول معاندة صحيحة
[52] قال ابو حامد وهذا فاسد من وجهين أحدهما ان طريان البياض هل يتضمن عدم السواد أم لا فان قالوا لا فقد كابروا المعقول وان قالوا نعم فالمتضمن عين المتضمن أم غيره فان قالوا هو عينه كان متناقضا اذ الشىء لا يتضمن نفسه وان قالوا غيره فذلك الغير معقول أم لا فان قالوا لا قلنا فيم عرفتم انه متضمن والحكم عليه بكونه متضمنا اعتراف بكونه معقولا وان قالوا نعم فذلك المتضمن المعقول وهو عدم السواد قديم او حادث فان قالوا قديم فهو محال وان قالوا حادث فالموصوف بالحدوث كيف لا يكون معقولا وان قالوا لا قديم ولا حادث فهو محال لانه قبل طريان البياض لو قيل السواد معدوم لكان كذبا وبعده اذا قيل انه معدوم كان صادق فهو طار لا محالة فهذا الطارى معقول فيجب ان ينسب الى قادر
[53] قلت هو طار معقول وينسب الى قادر لكن بالعرض لا بالذات لانه لا يتعلق فعل الفاعل بالعدم المطلق ولا بعدم شىء ما لانه ليس يقدر القادر ان يصير الموجود معدوما اولا وبذاته أى يقلب عين الوجود الى عين العدم .
Página 144