[31]
محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي، زكي الدين أبو الحسن بن القاضي المنتخب أبي المعالي القرشي الدمشقي.
قاضي دمشق، وأبوه، وجده، ولد سنة سبع وخمس مئة. سمع من عبد الكريم بن حمزة، وجمال الإسلام علي بن المسلم، وعبد الرحمن بن أبي عقيل. سمع منه أبو محمد بن الخشاب مع تقدمه، وأبو بكر الباغندي، وعمر بن علي القواس، وأبو محمد بن الأخضر. وكان فقيها، خيرا، دينا، محمود السيرة. استعفى من القضاء فأعفي سنة خمس وخمسين، وذهب إلى العراق، فحج من هناك ثم عاد إلى بغداد. وأقام بها سنة، وأدركه الموت.
قال شافع: كان صديقي، سمع مني وسمعت منه، روى في حديث الشام عدة أجزاء. وكان خيرا، دينا، موصوفا بحسن السيرة والعفاف في ولايته، وكذلك أبوه وجده من قبل. واستفدت منه شيئا من معرفة أخبار الشام. توفي في شوال، ودفن بالقرب من قبر الإمام أحمد رضي الله عنه. انتهى.
كمال الدين الشهرزوري
وقال ابن كثير في تاريخه في سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة - وكان القاضي كمال الدين الشهرزوري قد توفي - ولي القضاء لنور الدين فكان من خيار القضاة واخص الناس بنور الدين الشهيد.
فوض إليه نظر الجامع، ودار الضرب، وعمارة الأسوار، والنظر في المصالح العامة، واستوزره أيضا فيما حكاه ابن الساعي، وعمر له المارستان، والمدارس، وغير ذلك. ولما حضرته الوفاة اوصى بالقضاء لابن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري، فأمضى ذلك السلطان الملك الناصر صلاح الدين رعاية لحق الكمال الشهرزوري، مع أنه كان يجد عليه بسبب ما كان بينه وبينه حين كان صلاح الدين شحنة بدمشق. فكان يعاكسه ويخالفه، ومع هذا أمضى وصيته لابن أخيه. فجلس في مجلس القضاء على عادة عمه وقاعدته ورسمه، وبقي في نفس السلطان تولية شرف الدين عبد الله ابن أبي عصرون الحلبي، وكان قد هاجر إلى السلطان إلى دمشق.
Página 35