Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Géneros
[178]
وهو سالم بن إبراهيم بن عيسى الصهاجي المغربي الدمشقي، قاضي القضاة المالكية أمين الدين، ويقال زين الدين، وعلم الدين.
ولد بمشدالة سنة سبع وسبعين وسبع مئة، ونشأ ببجاية، واشتغل بتونس إلى أن فضل وارتحل، فوقع في أسر الكفار سنة أربع وثلاثين، وناظر الأساقفة ببلادهم فأمحمهم ودام فيهم مدة، ثم أخرجوه. وسمع بالحجاز ومصر وغيرهما كدمشق. وولي قضاء المالكية بها، ثم قضاء القدس، ثم عاد إلى الشام. وسار في ذلك سيرة حسنة بحرمة وصرامة وكلمة نافذة وعزة وعفة ونزاهة. وحدث بالبخاري وغيره، ودرس وأفتى. ومن محفوظاته الشفاء. مات في تاسع صفر سنة ثلاث وسبعين وثمان مئة بالمدرسة الشرابيشية من دمشق، وصلي عليه بالجامع ودفن بمقبرة الحميرية رحمه الله.
ثم استقر عوضه في قضاء المالكية شهاب الدين التلمساني، ودخل من مصر إلى دمشق. ثم في ربيع الاول سنة ثمان وخمسين وصل تشريف له باستمراره في وظيفته.
عبد الرحمن السويدي
ثم في خامس عشر شوال سنة تسع وخمسين وصل من مصر تشريف، لقاضي القضاة سراج الدين الحمصي الشافعي باستمراره في قضاء الشافعية بدمشق، وانفصال القاضي شهاب الدين التلمساني المالكي من قضاء المالكية واستقرار زين الدين عبد الرحمن السويدي المالكي عوضه بها.
عودة التلمساني
ثم في يوم الاثنين سابع ذي الحجة من سنة تسع المذكورة أعيد شهاب الدين التلمساني بعد أن بذل نحو خمس مئة دينار على ماقيل، وعزل زين الدين عبد الرحمن السويدي.
وصول السويدي
ثم في يوم الثلاثاء ثاني شعبان سنة ستين وصل القاضي زين الدين عبد الرحمن المذكور من طرابلس وقد أعيد إلى قضاء المالكية بدمشق عوضا عن شهاب الدين المذكور وألبس تشريفه بذلك في يوم الخميس تاسع عشر شعبان هذا.
عودة التلمساني
Página 282