[23]
عرض القضاء على محمد بن عبد الملك فاحتج بالسن العالية.
قال أبو العلاء الواسطي: فيرى الناس أن بركة امتناع محمد بن عبد الملك، دخلت على ولده، فولي القضاء منهم أربعة وعشرون قاضيا، ثمانية منهم تقلدوا قضاء القضاة آخرهم أبو الحسن هذا، وما رأينا مثله جلالة وكرما. توفي في شوال وله ثمان وثمانون سنة. قال الذهبي: إسناد، عال يذهب بامتناعه. انتهى.
وهذا ما وقفت عليه من قضاة هذا البيت والله أعلم.
محمد بن محمد الفزاري
وقال الذهبي في سنة سبع وخمسين وثلاث مئة: وأبو علي بن ادم الفزاري محمد بن محمد بن عبد الحميد، القاضي العدل بدمشق.
توفي في جمادى الآخرة. روى عن أحمد بن علي القاضي المروزي وطبقته. انتهى.
محمد بن أحمد الذهلي
وقال أيضا في سنة سبع وستين وثلاث مئة: والذهلي أبو طاهر محمد ابن أحمد بن عبد الله القاضي البغدادي. ولي قضاء واسط، ثم قضاء دمشق، ثم قضاء الديار المصرية واستناب على دمشق. وحدث عن بشر ابن موسى، وأبي مسلم الكجي وطبقتهما. وكان مالكي المذهب، فصيحا، مفوها، شاعرا، أخباريا، حاضر الجواب، غزير الحفظ، توفي وقد قارب التسعين. انتهى.
وقال الأسدي فيها: محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، أبو طاهر الذهلي البغدادي، نزيل مصر وقاضيها. ولد ببغداد في ذي الحجة سنة تسع وسبعين ومائتين، وسمع بشر بن موسى، وأبا مسلم الكجي، وثعلبا، وموسى بن هارون، وأبا شعيب الحراني، وأبا خليفة وخلقا سواهم. روى عنه الدارقطني، وتمام، وعبد الغي ، وآخرون.
ووثقه الخطيب، ولي قضاء من سنة عشر وثلاث مئة، فولى قضاء واسط والبصرة، ثم ولي قضاء بعض بغداد، ثم ولي قضاء دمشق من جهة المطيع، فأقام بها تسع سنين. ثم دخل مصر سنة أربعين، ثم ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين. فاستمر إلى أن لحقته علة في السنة الخالية. وكان شديد المذهب، متوسط الفقه، على مذهب مالك. وكان له
Página 26