Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Géneros
[77]
اكبر الأمراء، وكان يوما مشهودا، على هيئة أجمل من الأولى وأكثر حرمة، إلى أن عزل في شعبان سنة سبع، بتقديم السين، وسبعين، وعاد إلى القدس على وظائفه. ثم سئل في العود إلى القضاء فأعيد في صفر سنة أربع وثمانين. ثم عاد إلى القدس. ثم خطب إلى قضاء دمشق والخطابة بعد موت القاضي ولي الدين في ذي القعدة سنة خمس وثمانين، ثم أضيفت إليه مشيخة الشيوخ بعد سنة من ولايته. وقام في أمور كبار فتمت له: ففي سنة تسع وثمانين وقع بينه وبين الشيخ زين الدين القرشي، وأخذ منه الناصرية وأهانه هو والشيخ شهاب الدين الحسباني، ومنعهما من الإفتاء ونودي عليهما، ثم هربا منه إلى مصر فردا من الطريق، ورفعا إلى القلعة. ووقع بينه وبين القاضي المالكي ابن القفصي بسبب ذلك، وحصل للقاضي في ذلك تعظيم زائد في السنة المذكورة. ووقع بينه وبين الأمير أينال فجاءه مرسوم السلطان يمنعه من التعرض إلى ذلك إلا بحكم شرعي. ثم أخذ عنه القضاء في سنة تسع وثمانين القاضي سري الدين المسلاتي.
ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال فيه: الإمام الفقيه المحدث المفيد أحد من طلب وعني بتحصيل الأجزاء، وقرأ وتميز وهو في ازدياد من الفضائل، ولي خطابة القدس الشريف بعد والده، وأجازه أبو العباس الحجار، وسمع من علي بن محمد الواني، وغيره، وقرأ علي كثيرا. انتهى.
وحكى ابن حجي عنه انه قال: ما وليت قط فقاهة ولا إعادة.
وقال ابن حجر في الدرر الكامنة: وعزل نفسه أثناء ولايته غير مرة ثم يسأل ويعاد وكان محببا إلى الناس، وإليه انتهت رياسة العلماء في زمانه فلم يكن أحد يدانيه في سعة الصدر، وكثرة البذل، وقيام الحرمة، والصدع بالحق، وقمع أهل الفساد، مع المشاركة الجيدة في العلوم. واقتنى من الكتب النفسية بخطوط مصنفيها وغيرهم ما لم يتهيأ لغيره. انتهى.
قال القاضي تقي الدين الأسدي: وقد وقفت له على مجاميع وفوائد بخطه، وجمع تفسيرا في عشر مجلدات وقفت عليه بخطه وفيه غرائب وفوائد.
Página 117