[طه: 123]. وقيل: هما وذريتهما، واندرجوا في الخطاب وإن لم يكونوا موجودين تغليبا للموجود والظاهر أنه هبوط واحد إلى الأرض لا هبوط إلى سماء الدنيا ثم هبوط إلى الأرض. وقالوا: هبطت حواء بجدة، وآدم عليه السلام بسرنديب بواد يقال له واشم، والحية بسجستان.
وهي أكثر بلاد الله حيات.
و { اهبطوا } أمر تكليف وإزعاج. والعداوة تفسر تفسير الضمير في اهبطوا. والجملة حال أي متعادين وليس خلوها من الواو شاذا خلافا للفراء وتبعه الزمخشري وليست حالا منتقلة بل لازمة إذ لا ينفك وقوع الفعل إلا ملتبسا بها. وقال مكي: جملة مستأنفة إخبار من الله تعالى بأن بعضهم لبعض عدو وتخيل أن الحال بعد الأمر يقتضي أن يكون مأمورا بها ومستقر مكان استقرار أو استقرار وهو من القرار وهو اللبث والاقامة.
{ ولكم } هو الخبر. و { في الأرض } متعلق بما تعلق به الخبر وتقديمه مسوغ الجوز الابتداء بالنكرة ولا يتعلق لكم بمستقر سواء أكان مكانا أو مصدرا ولا يجوز أن يكون في الأرض حالا والعامل فيه العامل في الخبر ولا أن يكون خبرا ولكم حال لامتناع: في الدار قائما زيد على الصحيح، وامتناع قائما في الدار زيد بإجماع.
و { إلى حين } أي إلى أجل أو إلى قيام الساعة وفيه دليل على عدم البقاء في الأرض ويتعلق بمتاع بمحذوف صفة لمتاع أوله ولمستقر وأفرد عدو على لفظ بعض أو لكونه يصلح للجمع.
[2.37-39]
{ فتلقى } تفعل من اللقاء وافق تفعل في المعنى المجرد وهو لقي، نحو: تعداك الأمر عداك. وقول من قال: أصله تلقن فأبدل من النون ألفا لا يصح. وقرىء برفع آدم ونصب كلمات وبالعكس والتلقي الوصول ومن يلقاك فقد تلقيته. واختلفوا في تعيين الكلمات وقد أبهمها الله تعالى وقال سبحانه في سورة الأعراف:
قالا ربنا ظلمنآ أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
[الآية: 23]. فلا يبعد أن تكون هذه الكلمات.
{ فتاب عليه } قبلها جمله محذوفة أي فقالها فتاب عليه أي فتفضل عليه بقبول توبته وأخبر عنه وحده لأنه هو المواجه بالأول والنهي وهي تابعة له أو طوى ذكرها كما طوى ذكرها في قوله وعصى آدم ربه فغوى وطي ذكر النساء في القرآن والسنة كثير.
Página desconocida