193

{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } ضمير الجمع عائد على ما وهم الخلق غلب من يعقل فجمع الضمير جمع من يعقل وهو عائد على من يعقل من الأنبياء والملائكة مراعاة لقوله: من ذا الذي. قال ابن عباس: ما بين أيديهم أمر الآخرة، وما خلفهم أمر الدنيا. والذين يظهر ان هذا كناية عن إحاطة عالمه تعالى بسائر المخلوقات من جميع الجهات. وكني بهاتين الجهتين عن سائر الجهات لأحوال المعلومات والاحاطة تقتضي الحفوف بالشيء من جميع جهاته.

{ ولا يحيطون بشيء من علمه } أي من معلومه. لأن علمه تعالى لا يتبعض.

{ إلا بما شآء } أن يعلمهم به من المعلومات. وقرىء وسع فعلا ماضيا بكسر السين وسكونها تخفيفا.

وقرىء: { وسع كرسيه السموت والأرض } برفعها. والكرسي: جسم عظيم يسع السماوات والأرض. واختار القفال ان المقصود تصوير عظمة الله وتقدره خاطب الخلق في تعريف ذاته بما اعتادوه في ملوكهم وعظمائهم. " انتهى ". وفي الحديث.

" ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس ".

وفي الحديث أيضا:

" ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض ".

[وقرأت في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرنا وهو بخطه سماه كتاب العرش: إن الله تعالى يجلس على الكرسي وقد أخلى منه مكانا يقعد فيه معه رسول الله صلى الله عليه وسلم تحيل عليه التاج محمد بن علي بن عبد الحق البارنباري وكان أظهر أنه داعية له حتى أخذه منه وقرأنا ذلك فيه].

{ ولا يؤوده حفظهما } أي لا يثقله حفظهما أي السماوات والأرض وهو كناية عن انتفاء شغله بهما وبحفظهما.

{ وهو العلي العظيم } تنزيه له تعالى. أي العلي قدره، العظيم شأنه.

Página desconocida