{ أكبر } احتراما من قتلهم إياكم.
{ ولا يزالون } أي الكفار ودل هذا على أن الضمير في يسألونك هو للكفار والضمير المنصوب للمؤمنين انتقل من خطاب الرسول إلى خطاب المؤمنين. وحتى تحتمل الغاية والتعليل. وجعلها ابن عطية للغاية، وللتعليل الزمخشري، وهو أمكن إذ يكون الفعل الصادر منهم المنافي للمؤمنين وهو المقاتلة ذكر لها علة توجيها، فالزمان مستغرق للفعل ما دامت علة الفعل وذلك بخلاف الغاية فإنها تقييد في الفعل دون ذكر الحامل عليه فزمان وجوده مقيد بغايته وزمان وجود الفعل المعلل مقيد بوجود علته وفرق في القوة بين التقييد بالغاية والتقييد بالعلة لما في التقييد بالعلة من ذكر الحال وعدم ذلك في التقييد بالغاية. والدين هنا: الإسلام. وجواب أن محذوف أي ان استطاعوا فلا يزالون يقاتلونكم.
{ ومن يرتدد } بني افتعل من الرد وهي بمعنى التعمل والتكسب لأنه متكلف إذ من باشر دين الحق يبعد أن يرجع عنه فلذلك جاء افتعل وهنا ولم يختلف هنا في فك المثلين وهي لغة الحجاز.
{ وهو كافر } رتب الكفر على الموت بعد الردة ورتب على ذلك حبوط العمل في الدنيا وهو بطلانه في الدنيا لإستحقاق قتله وإلحاقه في الاحكام بالكفار.
وفي الآخرة بما يؤول عليه من العقاب السرمدي وقد جاء حبوط العمل مرتبا على الشرك دون الموافاة على الكفر فلو كان قد حج ثم ارتد قال مالك وأبو حنيفة وغيرهما: يلزمه الحج إذا رجع إلى الإسلام. وقال الشافعي: لا يلزمه.
{ فأولئك } إشارة إلى من اتصف بالأوصاف السابقة، وهو حمل على معنى من بعد الحمل على اللفظ، وأولئك يحتمل أن يكون معطوفا على الجزاء ويحتمل أن يكون ابتداء أخبار عطفا على جملة الشرط.
{ إن الذين ءامنوا } الآية روي أن عبد الله بن جحش وأصحابه حين قتلوا الحضرمي ظن قوم أنهم إن سلموا من الاثم فليس لهم أجر فنزلت، ولما كان الايمان هو الأصل أفرده بموصول ولما كانت الهجرة والجهاد فرعين أفردا بموصول لأنهما من حيث الفرعية واحد.
{ أولئك } إشارة إلى المتصفين بالأوصاف الثلاثة من الإيمان والهجرة والجهاد، وليس تكرير الموصول مشعرا بالمغايرة في الذوات.
{ يرجون } لأنه ما دام المرء في قيد الحياة لا يقطع أنه صائر إلى الجنة إذ لا يعلم ما يختم له به.
وكتبت { رحمة } بالتاء لتمتاز بحالة الوصل ورعيا لمن يقف عليها بالتاء لا بالها.
Página desconocida