{ فمن شهد منكم الشهر } أي من كان حاضرا مقيما بصفة التكليف. وانتصب الشهر على الظرف ومفعول شهد محذوف أي المصر والبلد. ومنكم في موضع الحال أي كائنا منكم. (وقال) أبو البقاء: منكم حال من الفاعل وهي متعلقة بشهد، وقوله متناقض. وقرىء بكسر لام فليصمه وبسكونها. وقول ابن ملك: ان فتحها لغة. وعزاها ابنه إلى سليم وقال: حكاه الفراء قيده ابن عذرة بفتح حرف المضارع بعدها فإن ضمت أو كسرت نحو ليكرم وليتنذل فالكسر.
{ يريد الله بكم اليسر } أي يطلب. عبر بالإرادة عن الطلب وأراد تتعدى بالباء وبنفسه للإجرام وللمصادر واليسر عام فيندرج فيه ما تضمنته هذه الآيات من التيسير. وقرىء بإسكان السينين وبضمهما.
{ ولتكملوا العدة } قرىء بالتخفيف والتشديد ولتكملوا خطاب لمن أفطر في مرض أو سفر.
{ العدة } أي عدة الأيام التي أفطر فيها بأن يصوم مثلها. واللام لام كي متعلق بمحذوف متأخر تقديره ساوى في الثواب بين صومها في رمضان وبين قضائها في غيره.
{ ولتكبروا الله } أي تعظموه وتثنوا عليه.
{ على ما هداكم } أي على هدايتكم طلب منكم التيسير في التكاليف.
{ ولعلكم تشكرون } شرع ذلك للترخيص والتيسير. روي أن قوما قالوا: لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزل:
{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } والخطاب له عليه السلام وجواب إذ فإني قريب على إضمار فقل لهم إني قريب. والقرب هنا عبارة عن سماعه لدعاءيهم.
{ أجيب } راعي ضمير المتكلم في أني: وهو أكثر في كلام العرب من مراعاة الخبر. تقول: أنا رجل آمر بالمعروف ويجوز بأمر بالياء على مراعاة الغيبة.
{ دعوة الداع } أي دعاءه. والهاء في دعوته هنا ليست دالة على الوحدة بل مصدر بني على فعلة كرحمة. والظاهر عموم الداعي وقد ثبت تصريح العقل والنقل أن بعض الداعين لا يجيبه الله إلى ما سأل فهو مقيد بمن شاء الله أن يجيبه.
Página desconocida