{ يعقلون } لأنه لا يتفكر في هذه الآيات العظيمة إلا العقلاء وهذه الآيات منها مدرك بالبصيرة وهو خلق السماوات والأرض ومدرك بالبصر وهو ما بعد ذلك. فقيل: لقوم يعقلون، ولم يقل: يبصرون. تغليبا لحكم العقل إذ مآل ما يشاهد بالبصر راجع بالعقل نسبته إلى الله تعالى.
[2.165-166]
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا } لما قرر التوحيد بالدلائل الباهرة ذكر من لم يوفق فاتخذ اندادا ليظهر تفاوت ما بين العقلاء وغيرهم.
ومن الناس: أي من أهل الكتاب وعبدة الأوثان من يتخذ من دون الله أي من غير الله أندادا رؤساء وأصناما.
{ يحبونهم } أي يعظمونهم. وغلب العقلاء فلذلك جاء بمضيرهم.
{ كحب الله } أي كحبكم. أو كحبهم أي كتعظيم الله تعالى. " وقدره " الزمخشري كما يحب الله على أنه مصدر مبني للمفعول وفي ذلك خلاف والأصح المنع. وقرىء: يحبونهم من حب يحب ومجيئه على يفعل شاذ.
{ والذين آمنوا أشد حبا لله } منهم أي من المتخذين الأنداد لأندادهم أي أطوع وأكثر امتثالا لما أمر ونهى.
{ ولو يرى الذين ظلموا } قرىء بالتاء خطابا للسامع وبالياء ردا. ففاعل يرى: مضمر. أي السامع. والمفعول: الذين ظلموا، أو يكون الفاعل الذين ظلموا والمفعول محذوف أي ما حل بهم وفي قراءة التاء لاستعظمت ما حل بهم. وقرىء أن أي لأن وبكسر الهمزة وفيها معنى التعليل. وقرىء يرون بفتح الياء وبضمها والذين ظلموا هم متخذوا الأنداد أو عام اندرجوا فيه. ويرى في ولو يرى بصرية كهي في يرون ودخلت إذ وهي ظرف ماض تقريبا للأمر وتصحيحا لوقوعه كما وقع الماضي مكان المستقبل في قوله:
ونادى أصحاب النار
[الأعراف: 50] و " جميعا " حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور والعامل فيها هو العامل في الضمير.
Página desconocida