Tafsir desde la inspiración del Corán
Géneros
ذلك من المفردات الطقوسية المتمثلة في السلوك الإسلامي العام. فقد اعتبر السلفيون وفي مقدمتهم الوهابيون أن هذه الأمور تمثل ألوانا من العبادة لغير الله ، وذلك من خلال ما تمثله من الخضوع لهؤلاء ، الذي هو مظهر من مظاهر العبادة ، ولذلك كفروا المسلمين الذين يمارسون هذه الأعمال ونسبوا إليهم الشرك بالله.
لكن جمهرة المسلمين من السنة والشيعة خالفتهم في ذلك من حيث المبدأ ، لأن مثل هذه الأمور لا تمثل معنى العبادة في طبيعتها إذا لم ينضم إليها الاستغراق الذي يحمل معنى التأله ، في ما توحي به كلمة الشرك في العبادة الذي يرتبط بالفكرة التي ترى في الذات أو الصنم ، سر الألوهية بدرجة معينة ، قد تزيد وقد تنقص ، تبعا لما يمثله الأشخاص الصنميون في ذلك.
وإذا كان بعض السلفيين يوردون بعض الأحاديث الناهية عن زيارة القبور ، أو يفلسفون مسألة التوسل والشفاعة من خلال بعض العناوين والمفردات العقيدية أو الشرعية ، فإن المسألة تتحول إلى التوفر على دراسة هذه الأحاديث أو تلك التحليلات على أساس الحوار العلمي الكلامي أو الفقهي ، الخاضع للدراسة المعمقة التي تضع الأمور في نصابها الصحيح. ولا بد لمثل هذا الحوار من أن يخضع للمنهج الإسلامي في مفرداته وأساليبه وروحيته القائمة على الرغبة في الوصول إلى الحقيقة ، لا في تسجيل النقاط في هذه الدائرة أو تلك على الطريقة الجدلية ، لأننا لاحظنا في كثر المطارحات الدائرة في هذه القضايا ، أنها كانت تتحرك من روحية متشنجة لا من ذهنية منفتحة.
وفي ضوء ذلك ، نستطيع أن نتجاوز ذلك كله إلى النتائج العلمية الإسلامية القائمة على الأصول الثابتة من الكتاب والسنة الصحيحة.
* * *
Página 60