Tafsir desde la inspiración del Corán
Géneros
بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) [فصلت : 12]. وقوله تعالى : ( وحفظناها من كل شيطان رجيم* إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ) [الحجر : 17 18]. وقوله تعالى في سورة الجن : ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ) [الجن : 9]. ويكثر الحديث عن وجود الملائكة في السماء ، وتنزلهم منها إلى الأرض ، ولكن لا يتضمن شيء من تلك الآيات أي تفصيل لذلك.
وترفض بعض الآيات القرآنية في ظاهرها اعتبار الشمس والقمر من هذه السماوات ، لأنها تعتبر السماوات مكانا لهذين الكوكبين وغير هما ، وذلك في قوله تعالى : ( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا* وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ) [نوح : 15 16].
وقد تعددت الآراء حول المراد بالسماوات السبع ، فهناك من قال : إنها السيارات السبع في مصطلح الفلكيين القدماء ، وهي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل والقمر والشمس ، وهناك من قال : إن المقصود بها هو الطبقات المتراكمة للغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية. ومنهم من رفض اعتبار السبعة عددا مقصودا بمدلوله الحرفي ، بل هو أسلوب من أساليب التعبير عن الكثرة ويستشهدون على ذلك بقوله تعالى : ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) [لقمان : 27]. فإن من الطبيعي أن علم الله لا ينتهي بهذه الكمية ، حتى لو كان هناك الآلاف من الأبحر ، بل المقصود الكثرة.
ولكن هذا الرأي ينافيه تأكيد كلمة السماوات السبع في أكثر من آية ، مما يوحي بأن للعدد خصوصية وجودية ، كما أن رأي المفسرين القدماء لا شاهد له ، بل إن الاكتشافات الحديثة دللت على أن هناك كواكب سيارة أخرى مثل « نبتون » و « بلوتو » و « أورانوس ».
Página 210