Tafsir Majmac Bayan

Ibn Hasan Tabarsi d. 548 AH
94

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Géneros

Exégesis

(1) - الرجل ما يمدح به أو يذم ويقال عرضه خليقته المحمودة ويقال عرضه حسبه وقال علي بن عيسى هو ناحيته التي يصونها عن المكروه والسب، والعرض وما يعرض في الجسم ويغير صفته ويقال عرضت المتاع على البيع عرضا أي أظهرته حتى عرفت جهته والإنباء والإعلام والإخبار واحد والنبأ الخبر ويقال منه أنبأته ونبأته وأنبئوني بأسماء هؤلاء أي أخبروني بها أما المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل نحو أنبأت زيدا عمرا خير الناس وكذلك نبأت فهو هذا في الأصل إلا أنه حمل على المعنى فعدي إلى ثلاثة مفاعيل لأن الإنباء بمعنى الإعلام ودخول هذا المعنى فيه وحصول مشابهته للإعلام لم يخرجه عن الأصل الذي هو له من الإخبار وعن أن يتعدى إلى مفعولين أحدهما بالباء أو بعن نحو نبئهم عن ضيف إبراهيم والنبوة إذا أخذت من الإنباء فهي مهموزة و قد روي عن النبي ص أنه قال لا تنبئن باسمي لرجل قال له يا نبيء الله مهموزا والنبي بغير همز الطريق الواضح يأخذ بك إلى حيث تريد والفرق بين الإعلام والإخبار أن الإعلام قد يكون بخلق العلم الضروري في القلب كما خلق الله من كمال العقل والعلم بالمشاهدات وقد يكون بنصب الأدلة على الشيء والإخبار هو إظهار الخبر علم به أو لم يعلم ولا يكون مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب كما يكون معلما بذلك .

المعنى

ثم أبان سبحانه وتعالى لملائكته فضل آدم عليهم وعلى جميع خلقه بما خصه به من العلم فقال سبحانه وتعالى «وعلم آدم الأسماء كلها» أي علمه معاني الأسماء إذ الأسماء بلا معان لا فائدة فيها ولا وجه لإشارة الفضيلة بها وقد نبه الله تعالى الملائكة على ما فيها من لطيف الحكمة فأقروا عند ما سئلوا عن ذكرها والإخبار عنها أنه لا علم لهم بها فقال الله تعالى «يا آدم أنبئهم بأسمائهم» عن قتادة وقيل أنه سبحانه علمه جميع الأسماء والصناعات وعمارة الأرضين والأطعمة والأدوية واستخراج المعادن وغرس الأشجار ومنافعها وجميع ما يتعلق بعمارة الدين والدنيا عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعن أكثر المتأخرين وقيل أنه علمه أسماء الأشياء كلها ما خلق وما لم يخلق بجميع اللغات التي يتكلم بها ولده بعده عن أبي علي الجبائي وعلي بن عيسى وغيرهما قالوا فأخذ عنه ولده اللغات فلما تفرقوا تكلم كل قوم بلسان ألفوه واعتادوه وتطاول الزمان على ما خالف ذلك فنسوه ويجوز أن يكونوا عالمين بجميع تلك اللغات إلى زمن نوح (ع) فلما أهلك الله الناس إلا نوحا ومن تبعه كانوا هم العارفين بتلك اللغات فلما كثروا وتفرقوا اختار كل قوم منهم لغة تكلموا بها وتركوا ما سواه ونسوة و قد روي عن الصادق (ع) أنه سئل عن هذه الآية فقال الأرضين والجبال والشعاب والأودية ثم نظر إلى بساط تحته فقال

Página 180