Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Géneros
(1) - الآيات احتجاجات من الله تعالى على اليهود بنعمه المترادفة على آبائهم وإخبار الرسول ص عن عناد أسلافهم مرة بعد أخرى وكفرانهم وعصيانهم ثانية بعد أولى مع ظهور الآيات اللائحة والمعجزات الواضحة تعزية له ص وتثبيتا لفؤاده وتسليته إياه عما يقاسيه من مخالفة اليهود وكيدهم وبراءة من جحودهم وكفرهم وعنادهم وليكون وقوفه على ما وقف عليه من أخبار سلفهم تنبيها لهم وحجة عليهم في إخلادهم إلى الهوى وإلحادهم وتحذيرا لهم من أن يحل بهم ما حل بآبائهم وأجدادهم.
اللغة
النكال الإرهاب للغير وأصله المنع لأنه مأخوذ من النكل وهو القيد وهو أيضا اللجام وسميت العقوبة نكالا لأنها تمنع عن ارتكاب مثله ما ارتكبه من نزلت به ونكل فلان بفلان تنكيلا ونكالا والموعظة الوعظ وأصله التخويف يقال وعظت فلانا موعظة وعظة .
المعنى
«فجعلناها» الضمير يعود إلى الأمة التي مسخت وهم أهل إيلة قرية على شاطئ البحر وهو المروي عن أبي جعفر (ع) أو إلى المسخة عن الزجاج أو إلى العقوبة أي جعلنا تلك العقوبة عن ابن عباس أو إلى القرية التي اعتدى أهلها فيها «نكالا» أي عقوبة وقيل اشتهار أو فضيحة وقيل تذكرة وعبرة وقوله «لما بين يديها وما خلفها» ذكر فيه وجوه (أحدها) ما روي عن ابن عباس رواه الضحاك عنه «لما بين يديها» للأمم التي تراها و «ما خلفها» ما يكون بعدها وهو يقارب المأثور المروي عن الباقر والصادق ع أنهما قالا @QUR@ «لما بين يديها» أي لما معها ينظر إليها من القرى و «ما خلفها» نحن ولنا فيها موعظة
بعدهم إلى يوم القيامة لئلا يفعلوا مثل فعلهم (وثانيها) أن يكون معناه جعلناها عقوبة للذنوب التي تقدمت على الاصطياد والذنوب التي تأخرت عنه وهذا يقتضي أن يكون الله تعالى لم يعاجلهم بالعقوبة عقيب الاصطياد عن ابن عباس أيضا فيكون اللام بمعنى السبب أي بسبب ذلك (وثالثها) أن يكون المرادلما بين يديها من القرى وما
Página 265