Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Géneros
(1) - وضد القرار الانزعاج وضد الثبات الزوال وضد البقاء الفناء والاستقرار الكون أكثر من وقت واحد على حال والمستقر يحتمل أن يكون بمعنى الاستقرار ويحتمل أن يكون بمعنى المكان الذي يستقر فيه والمتاع والتمتع والمتعة والتلذذ متقاربة المعنى وكل شيء تمتعت به فهو متاع والحين والمدة والزمان متقارب والحين في غير هذا الموضع ستة أشهر يدل عليه قوله تعالى «تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها» والحين يصلح للأوقات كلها إلا أنه في الاستعمال في الكثير منها أكثر .
المعنى
ثم بين سبحانه حال آدم ع قال «فأزلهما الشيطان» أي حملهما على الزلة نسب الإزلال إلى الشيطان لما وقع بدعائه ووسوسته وإغوائه «عنها» أي عن الجنة وما كانا فيه من عظيم الرتبة والمنزلة والشيطان المراد به إبليس «فأخرجهما مما كانا فيه» من النعمة والدعة ويحتمل أن يكون أراد إخراجهما من الجنة حتى اهبطا ويحتمل أن يكون أراد من الطاعة إلى المعصية وأضاف الإخراج إليه لأنه كان السبب فيه كما يقال صرفني فلان عن هذا الأمر ولم يكن إخراجهما من الجنة وإهباطهما إلى الأرض على وجه العقوبة لأن الدليل قد دل على أن الأنبياء عليهم السلام لا تجوز عليهم القبائح على حال ومن أجاز العقاب على الأنبياء فقد أساء عليهم الثناء وأعظم الفرية على الله سبحانه وتعالى وإذا صح ما قلناه فإنما أخرج الله آدم من الجنة لأن المصلحة قد تغيرت بتناوله من الشجرة فاقتضت الحكمة والتدبير الإلهي إهباطه إلى الأرضوابتلاءه بالتكليف والمشقة وسلبه ما ألبسه إياه من ثياب الجنة لأن إنعامه عليه بذلك كان على وجه التفضل والامتنان فله أن يمنع ذلك تشديدا للبلوى والامتحان كما له أن يفقر بعد الإغناء ويميت بعد الإحياء ويسقم بعد الصحة ويعقب المحنة بعد المحنة واختلف في كيفية وصول إبليس إلى آدم وحواء حتى وسوس إليهما وإبليس كان قد أخرج من الجنة حين أبى السجود وهما في الجنة فقيل إن آدم كان يخرج إلى باب الجنة وإبليس لم يكن ممنوعا من الدنو منه فكان يكلمه وكان هذا قبل أن أهبط إلى الأرض وبعد أن أخرج من الجنة عن أبي علي الجبائي وقيل أنه كلمهما من الأرض بكلام عرفاه وفهماه منه وقيل أنه دخل في فقم الحية وخاطبهما من فقمها والفقم جانب الشدق وقيل أنه راسلهما بالخطاب وظاهر القرآن يدل على أنه شافههما بالخطاب وقوله «وقلنا اهبطوا» خاطب بخطاب الجمع وفيه وجوه (أحدها) أنه خاطب آدم وحواء وإبليس وهو اختيار الزجاج وقول جماعة من المفسرين وهذا غير منكر وأن إبليس قد
Página 197