Tafsir Majmac Bayan

Ibn Hasan Tabarsi d. 548 AH
107

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Géneros

Exégesis

(1) - والظلم والجور والعدوان متقارب وضد الظلم الإنصاف وضد الجور العدل وأصل الظلم انتقاص الحق قال الله تعالى كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص وقيل أصله وضع الشيء في غير موضعه من قولهم من أشبه أباه فما ظلم أي فما وضع الشبه في غير موضعه وكلاهما مطرد وعلى الوجهين فالظلم اسم ذم لا يجوز إطلاقه على الأنبياء والمعصومين .

الإعراب

قوله: «اسكن أنت وزوجك» استقبح عطف الظاهر على الضمير المستكن والمتصل فقال «اسكن أنت وزوجك الجنة» فأنت تأكيد للضمير المستكن في اسكن الذي هو فاعله وزوجك معطوف على موضع أنت فلو عطفه على الضمير المستكن لكان أشبه في الظاهر عطف الاسم على الفعل فأتى بالضمير المنفصل فعطفه عليه ورغدا منصوب لأنه صفة لمصدر محذوف كأنه قال أكلا رغدا أي واسعا كثيرا ويجوز أن يكون مصدرا وضع موضع الحال من قوله «كلا» قال الخليل يقال قوم رغد ونساء رغد وعيش رغد ورغيد قال امرؤ القيس :

بينما المرء تراه ناعما # يأمن الأحداث في عيش رغد

فعلى هذا يكون تقديره وكلا منها متوسعين في العيش وحيث مبني على الضم كما تبنى الغاية نحو من قبل ومن بعد لأنه منع من الإضافة إلى مفرد كما منعت الغاية من الإضافة وإنما يأتي بعده جملة اسمية أو فعلية في تقدير المضاف إليه و «لا تقربا» مجزوم بالنهي والألف ضمير الفاعلين وقوله «فتكونا» يحتمل أمرين أحدهما أن يكون جوابا للنهي فيكون منصوبا بإضمار أن وأن مع الفعل في تأويل اسم مفرد وإذا قدر إضمار أن بعد الفاء كان ذلك عطفا على مصدر الفعل المتقدم فيكون تقديره لا يكون منكما قرب لهذه الشجرة فتكونا من الظالمين فيكون الكلام جملة واحدة لأن المعطوف يكون من جملة المعطوف عليه وإنما سميناه جوابا لمشابهته الجزاء في أن الثاني سببه الأول لأن معنى الكلام أن تقربا هذه الشجرة تكونا من الظالمين والثاني أن يكون معطوفا على النهي فيكون مجزوما وتكون الفاء عاطفة جملة على جملة فكأنه قال فلا تكونا من الظالمين.

المعنى

ثم ذكر سبحانه ما أمر به آدم (ع) بعد أن أنعم عليه بما اختصه من العلوم لما أوجب له به من الإعظام وأسجد له الملائكة الكرامفقال عز اسمه «وقلنا» وهذه

Página 193