Tafsir Kabir

Tabarani d. 360 AH
102

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Géneros

[الرعد: 15]. والثاني: قالوا: هذا في القيامة، قاله السدي؛ وتصديقه قوله تعالى:

وعنت الوجوه للحي القيوم

[طه: 111]. وقال عكرمة ومقاتل: (معنى الآية: كل له مقرون بالعبودية). وقال ابن كيسان: (قائمون بالشهادة، وأصل القنوت القيام). وقيل: مصلون؛ دليله:

أمن هو قانت آنآء اليل

[الزمر: 9]. وقيل: داعون، ويسمى دعاء الوتر: قنوت، الآية يدعو قائما.

[2.117]

قوله عز وجل: { بديع السموت والأرض }؛ أي مبتدعهما ومنشؤهما على غير مثال يسبق، { وإذا قضى أمرا }؛ أي إذا أراد شيئا، { فإنما يقول له كن فيكون } ، وهذه الآية والتي قبلها جواب

" عن قول جماعة من النصارى ناظروا النبي صلى الله عليه وسلم في أمر عيسى عليه السلام. قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " هو عبد الله ورسوله " قالوا: هل رأيت من خلق بغير أب؟ "

فأنزل الله هذه الآية وما قبلها جوابا لهم.

ومعناها: إن الله مبتدع السماوات والأرض وخالقهما، وإذا أراد أمرا مثل عيسى بغير أب أو غير ذلك، فإنما يقول له: كن، فيكون كما أراده. والإبداع: إيجاد الأشياء على غير مثال سبق؛ والبديع فعيل بمعنى مفعل، والبديع أشد مبالغة من المبدع. قوله تعالى: { فيكون } من رفعه؛ فمعناه: فهو يكون. ومن نصبه؛ فعلى جواب الأمر بالفاء. فإن قيل: قوله { كن } خطاب للموجود أو للمعدوم، ولا يجوز الأول؛ لأن الشيء الكائن لا يؤمر بالكون، والثاني لا يجوز أيضا؛ لأن المعدوم لا يخاطب؟ قيل: إنما قال ذلك على سبيل المثل، لأن الأشياء لسهولتها عليه وسرعة كونها بأمره بمنزلة ما يقول له كن فيكون. وهذا مثل قوله:

Página desconocida