Explicación de Galeno a los capítulos de Hipócrates por Hunayn Ibn Ishaq
شرح جالينوس لفصول أبقراط بترجمة حنين بن إسحق
Géneros
قال جالينوس: إن تولد كل زبد إنما (1221) يكون من اختلاط جوهرين أحدهما ريح والآخر رطوبة. وإنما يكون اختلاطهما بعد أن ينقسم كل واحد منهما إلى أجزاء كثيرة ثم (1222) يشتبكان فيحدث فيما (1223) بينهما جباب (1224) صغار كثيرة. فإذا كانت الرطوبة التي تنقسم ويختلط (1225) كل جزء منها بجزء من الريح فتكون الجبب (1226) في قوامها لزجة كان (1227) الزبد عسر الانحلال طويل اللبث كالزبد الذي يجتمع خاصة في أفواه الخيل إذا ركضت أو في (1228) أفواه الخنازير البرية إذا عصبت. والذي يفعل بقطع (1229) كل واحد من الجوهرين واختلاطهما ربما كانت حركة مشتركة (1230) إما من الجوهرين كلاهما وإما من أحدهما وربما كان من حرارة شديدة (1231) إلا أن يقول قائل إن الحرارة أيضا إنما تولد الزبد بالحركة، لكن الأحزم الأجود للمتبع (1232) لما يظهر عيانا أن (1233) يقول إن تولد الزبد (1234) يكون بضربين إما من الريح العاصفة (1235) إذا صدمت ماء البحر بللحركة والفرع الشديد وإما في القدور (1236) بللحرارة. وكذلك في أبدان الحيوان: أما في انتفاض أصحاب الصرع فقوة الحركة هي المولدة للزبد في أفواههم. وأما في الخنازير البرية فالحرارة هي المولدة له. وأما في الخيل إذا ركضت فكان الأمرين يجتمعان فيها. وذلك أن الهواء لما كان يتحرك عند تلك الحال PageVW0P140A فيها حركة متواترة داخلا وخارجا صار لعابها (1237) PageVW6P042B يلطف وينقطع ويخالطه ذلك (1238) الهواء فيكون منه زبد ويرتفع أيضا من الرئة بخار فيخالط (1239) ذلك اللعاب ويشتبط (1240) فيه فيزيد (1241) في جوهره ذلك الزبد الذي تولد. فأما من ظن أن ذلك الزبد إنما يرتفع من المعدة فقد أخطأ. وذلك أنه لا يمكن أن يكون ارتفاعه وهو كثير من هناك من غير أن تكون من الحيوان حركة لقيء ولا لغشي فإنه ليس يمكن أن يرتفع شيء من المعدة دون أن يحدث هذان العرضان، وأحرى أيضا أنه لا يمكن أن يرتفع من المعدة بخار شبيه بالبخار الذي يرتفع من الرئة (1242). ومما يدل على ذلك أن الدم الذي ينفث من الرئة زبدي شبيه بجوهر الرئة. والدم الذي ينفث (1243) من المعدة ليس بشبيه (1244) ولا بقريب (1245) منه، إلا أن (1246) الزبد الذي يرتفع مع الدم من الرئة (1247) يرتفع معه (1248) شيء كثير (1249) دفعة مع سعال (1250). وأما البخار الذي يخرج مع إخراج النفس (1251) قليلا قليلا من ذلك الكيموس فليس يهيج سعالا. فإذا أحاط بالعنق ولد خناقا (1252)فإن القلب والرئة يحتاجان إلى أن يلطفا الفضل الدخاني المتولد في القلب. فقد بينا ذلك في مقالة وصفنا فيها الحاجة إلى التنفس. فإذا امتنع ذلك الفضل من الخروج بسبب الخناق دفعته الرئة بأسره دفع (1253) استكراه فأخرجت معه أشياء (1254) من الرطوبة التي هي (1255) فيها طبيعية (1256) كما يعرض في نفث الدم. فيجب أن تكون هذه العلامة علامة تدل على الهلاك إذ (1257) كانت تدل على استكراه من حركة الرئة تعرض لها بسبب خنق الحيوان. وأحرى أن يعرض للرئة ذلك لمكان الحرارة التي يدفعها القلب PageVW0P140B عليها فيجب إذا كان ارتفاع الزبد إنما يكون لغليان (1258) الحرارة واستكراه (1259) حركة النفس (1260) وشدة (1261) مجاهدة الرئة أن تكون هذه العلامة علامة تدل على الموت، إلا أنا ربما رأينا في الندرة بعض (1262) من خنق أو اختنق وقد ظهر في فيه زبد وأفاق. وخليق أن يكون أبقراط لم يقل هذا القول وهو يريد (1263) أن كل من ظهر في فيه زبد ممن بخنق أو اختنق يعطب لكنه أراد به أنه قل (1264) ما يعرض خلاف ذلك كما قد بينا قبل في الفصل الذي قال فيه «من كان بطنه (1265) لينا فإنه إذا شاخ (1266) لان بطنه». وذلك أنه ترك أن يقول في هذا الكلام على أكثر (1267) الأمر وألحقه في فصل أتى به فيما بعد حيث قال (1268) «من كان بطبه (1269) لينا فإنه ما دام شابا أحسن حالا ممن (1270) البطن يابس ثم تؤول حاله له عند الشيخوخة إلى (1271) أن يصير أردأ. وذلك أن (1272) بطنه يجف على الأمر الأكثر (1273)».
44
[aphorism]
Página 547