Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Géneros
{ وقالوا } عطف على عادوا او عطف على يقول الذين كفروا والاختلاف بالمضى للاشارة الى ان ذلك قولهم قديما وجديدا، او استيناف لذم اخر وبيان عقوبة اخرى وهو انسب بما بعده من قوله ولو ترى اذ وقفوا على ربهم يعنى تكذيبهم بالبعث يقتضى احضارهم عند الله بأفضح حال وتكذيبهم بالآيات يقتضى دخولهم فى النار بأشد عذاب { إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } كما يوقف العبد الجانى على مولاه للمؤاخذة والرب المضاف هو ربهم فى الولاية وهو امير المؤمنين (ع) وقد قال فى بعض كلامه (ع): واياب الخلق الى وحسابهم على، وقد مضى فى مطاوى ما سبق بيان عدم تجاوز الخلق عن المشية التى هى الولاية وانها مبدء الكل ومنتهاه { قال أليس هذا بالحق } تعييرا لهم على تكذيب البعث { قالوا بلى وربنا } لظهوره ولذا اكدوا الجواب بالقسم تأكيدا للازم الحكم الذى هو علمهم بالحكم { قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } بربكم الذى هو على (ع).
[6.31-32]
{ قد خسر الذين كذبوا بلقآء الله } فى مظاهره الولوية فان لقاءه تعالى اضافة بينه وبين عبده وحقيقة اضافاته تعالى هى اضافته الاشراقية التى هى الولاية المطلقة وهى على (ع) بعلويته { حتى إذا جآءتهم الساعة } ساعة الموت او ساعة القيامة او ظهور القائم (ع) يعنى ظهور الامام عند حضور الساعة وقد فسرت فى الاخبار بكل والكل راجع الى معنى واحد والتفاوت اعتبارى { بغتة } ولقوا الله بظهور على (ع) او ظهور القائم (ع) { قالوا يحسرتنا } جيئي فهذا اوان حضورك { على ما فرطنا } وقصرنا { فيها } فى الساعة ولقاء الرب عندها { وهم } حينئذ { يحملون أوزارهم } اثقالهم التى كسبوها فى الدنيا { على ظهورهم } لانه لا يزر اليوم وازر وزر آخر { ألا سآء ما يزرون وما الحياة الدنيآ إلا لعب ولهو } لا يليق بالحكيم ان يجعل مثلها غاية لفعله؛ واللعب ما كان له غاية خيالية، واللهو ما لم يكن له غاية، وهو عطف على { وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا } ، او على { أليس هذا بالحق } او على { بلى وربنا } ، او على { فذوقوا العذاب } ، او على { قد خسر الذين كذبوا } ، او على { يحسرتنا } ، او على { وهم يحملون أوزارهم } ، او حال متعلق بواحدة من الجمل السابقة { وللدار الآخرة خير للذين يتقون } واما الذين لا يتقون فى اشد دار لهم عذابا { أفلا تعقلون } انه لا يليق بالحكيم جعل الاولى غاية ويليق به جعل الثانية غاية فاطلبوها.
[6.33]
{ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون } فى حقك بانه ساحر او مجنون او غير ذلك او فى حق خليفتك بان لا يردوا هذا الامر اليه وهو استيناف وتسلية للرسول (ص) ولا ينبغى لك ان تتحزن { فإنهم لا يكذبونك } من حيث انك بشر مثلهم فقد لبثت فيهم وما قالوا فيك الا خيرا وكنت معروفا فيهم بالصدق والامانة حتى لقبت بمحمد الامين { ولكن الظالمين } لانفسهم بتكذيب الآخرة ولقاء ربهم { بآيات الله يجحدون } يعنى انك بعد ما صرت رسولا وآية لنا كذبوك من هذه الحيثية ويرجع التكذيب من هذه الحيثية الى الله لا اليك، او انهم لا يكذبونك من حيث انت رسول من الله ولكنهم يكذبون عليا (ع) وتكذيبك فيما قلت فى حقه راجع الى تكذيب على (ع)، وقرئ لا يكذبونك من: اكذبه اذ وجده كاذبا، او نسبه الى الكذب او صيره كاذبا، اى لا يجدونك كاذبا او لا يأتون بامر يجعل صدقك كذبا؛ هكذا روى عنهم.
[6.34]
{ ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا } فتأس بهم واصبر ولا تحزن { ولا مبدل لكلمات الله } عطف باعتبار المعنى او جملة حالية كأنه قال: لا مانع من نصر الله ولا مبدل لكلمات الله اى مواعيده وآياته العظمى من الرسل واوصيائهم (ع)، او آياته بالقهرية من مظاهر الشرور فانه لا يقدر احد على تبديلهم عما هم عليه { ولقد جآءك من نبإ المرسلين } واقوامهم وان الغلبة بالاخرة لهم على اقوامهم لا لاقوامهم عليهم.
[6.35]
{ وإن كان كبر عليك إعراضهم } عنك او عن على (ع) { فإن استطعت أن تبتغي نفقا } جحرا او منفذا { في الأرض أو سلما في السمآء فتأتيهم بآية } من تحت الارض او من السماء وجوابه محذوف اى فافعل والمقصود التعريض بمنافقى امته والعتاب لهم واظهار انه (ص) محزون على تولى القوم عنه وعن على (ع)، او المقصود التعريض بمن هو حريص على اتيان الآية للمقترحين من موافقى امته { ولو شآء الله لجمعهم على الهدى } يعنى ان هداهم وضلالهم بمشية الله وما كان بمشية الله فالرضا به اولى من الحزن عليه { فلا تكونن من الجاهلين } ان الكل بمشية الله ولما توهم من هذا انهم مجبورون فى افعالهم ولا دخل لهم فى ضلالهم وهديهم رفع ذلك بان استعدادهم واستحقاقهم يقتضى تكل المشية فقال تعالى { إنما يستجيب الذين يسمعون }.
[6.36]
Página desconocida