283

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Géneros

{ قل أي شيء أكبر شهادة } توطئة لإشهاد الله يعنى انهم يقرون بأن الله أعظم وأصدق من كل شهيد فنبههم على ذلك ثم قال { قل الله شهيد بيني وبينكم } ويحتمل ان يكون الله مبتدء محذوف الخبر جوابا من قبلهم وشهيدا خبرا محذوف المبتدأ مستأنفا لبيان المقصود { وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ } فى اى مكان كان وفى اى زمان الى يوم القيامة يعنى لا نذركم وانذر من بلغه القرآن او من صار بالغا مبلغ الرجال وروى ان من بلغ معطوف على المستتر فى انذركم وترك التأكيد بالضمير المنفصل للفصل والمعنى لانذركم انا ومن بلغ من آل محمد (ص) ان يكون اماما كقوله تعالى،

قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني

[يوسف:108] { أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل } بعد ما وبخهم على شهادتهم ان مع الله آلهة اخرى { إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون الذين آتيناهم الكتاب } من اليهود والنصارى { يعرفونه } اى رسول الله (ص) بما ذكر لهم فى كتبهم من اوصافه او الذين آتيناهم الكتاب من امة محمد (ص) يعرفون محمدا (ص) بالصدق فى امر الولاية او يعرفون عليا (ع) بما شاهدوا منه من فضله وعلمه وصدقه وامانته { كما يعرفون أبنآءهم } مبالغة فى اثبات معرفتهم { الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون } استيناف جواب لسؤال مقدر او استدراك توهم متصور كأنه قيل افامنوا به او توهم انه ما بقى منهم كافر وتكرار الموصول لان كلا جواب او استدراك لما نشأ من امر غير منشأ الآخر، ويحتمل كون الثانى بدلا او مفعولا لمحذوف او خبرا لمبتدء.

[6.21]

{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا } بادعاء خلافة الله لنفسه او بنسبة ما قاسه برأيه الى الله، او بتوهم ان الرسوم والعادات من الله، او بادعاء النيابة من الامام من غير إذن واجازة غفلة عن ان النيابة من الامام شفاعة عند الله للخلق ولا تكون الا باذن الله، او بكتابة كتاب النبوة بأيديهم ونسبته الى الله، او بكتب صورة القرآن بأيديهم ونسبته الى الله { أو كذب بآياته } التدوينية والتكوينية الآفاقية والانفسية واعظم الكل بل اصل الكل وحقيقته الانسان الكامل والاصل فيه على (ع) امير المؤمنين، ولفظ او ههنا لمنع الخلو فان اكثرهم جامعون بين الوصفين مع انه لو لم يكن لهم الا واحد منهما كفى { إنه لا يفلح الظالمون } كأنه قيل: فما حال الظالم حتى يكون من هو اظلم اشد فيها؟ فقال جوابا: انه لا يفلح الظالمون ولذا اكده استحسانا.

[6.22]

{ ويوم نحشرهم جميعا } واذكر او ذكرهم { ثم نقول للذين أشركوا } بالله فى الآلهة او اشركوا بولاية على (ع) ولاية غيره كذا ورد عنهم (ع) ههنا وفى اكثر موارد ذكر الشرك والكفر، والسر فى ذلك كما سبق مرارا ان معرفة الله وصفاته والايمان به لما كان موقوفا على فتح باب القلب وفتحه يتوقف على الولاية والبيعة الولوية التى هى الايمان وبها يدخل الايمان فى القلب وينفتح بابه، ولذا ورد بنا عرف الله، ومعرفة الله ان تعرف امام زمانك وغير ذلك بطريق الحصر كان الكفر والشرك هو عدم فتح باب القلب او عدم معرفة الامام او الكفر والاشراك بالامام والكفر بالرسالة يكون كفرا على كفر { أين شركآؤكم } من اصنامكم وغيرها التى جعلتموها بالمواضعة شركاء لله ويقال هذا تهكما بهم { الذين كنتم تزعمون } انهم شركاء لله او شركاء لعلى (ع).

[6.23]

{ ثم لم تكن فتنتهم } اى عذرهم للخلاص كما فى الخبر من: فتنت الذهب اذا اخلصته { إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين } يحلفون على كذبهم لله كما كانوا يحلفون فى الدنيا للناس.

[6.24]

Página desconocida