Tafsir Bayan Sacada
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Géneros
ان الانسان بما هو انسان عبارة عن اللطيفة السيارة الانسانية المتحدة فى كل مرتبة مع تلك المرتبة بوجه والمغايرة لها بحسب الذات والآثار بوجه، فان كل مرتبة منه محدودة بحدود خاصة موقوفة على تعين خاص بخلاف تلك اللطيفة فانها غير محدودة وغير واقفة على شأن من الشؤون، بل لها السير الى ما لا نهاية له من الولاية المطلقة فموافقات المراتب ان كانت موافقة لتلك اللطيفة كانت نعما للانسان بما هو انسان ولا كانت نقما له فجعل الشهوة فى الرجل والمرأة وخلق آلات التناسل بالوضع المخصوص وتقاضى الشهوة للابوين وتحريكها لهما وتقاربهما وايصال النطفة الى المقر المخصوص وامتزاج النطفتين وجعل الرحم عاشقا لها حافظا اياها ممسكا لها، وجعل الدم فى الرحم غذاء لها وتوجه نفس الام الى حفظها وتربيتها وايصال الغذاء اليها وجعله سببا لنموها نعم من الله على الانسان؛ وهكذا جميع ما ينفعه ويلزمه الى اوان البلوغ وبعد البلوغ كلما يعينه فى سيره الى الله من القرناء والناصحين والانبياء والزاجرين وبالجملة كلما ينفعه فى سيره الى الله سواء كان نافعا فى مقام بشريته او غير نافع، وسواء عد نعمة او نقمة نعم من الله تعالى عليه فتوفير الاموال وتصحيح الانفس وانذار الانبياء وتبشير الاولياء (ع) نعمة من الله تعالى كما ان الابتلاء فى الاموال والانفس وزجر الاشقياء واذا هم للمؤمنين كان نعمة منه تعالى ولذا قال تعالى:
لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور
[آل عمران:186] بطريق التأكيد والقسم، فموسى (ع) ودعوته ولطفه كانت نعمة كما ان فرعون وقهره وشدته كانت ايضا نعمة للمؤمنين، ونعم ما قال المولوى قدس سره مشيرا الى ان اللطف والقهر كليهما نعمة للمؤمنين:
جونكه بى رنكى شد
موسيئى با موسيئى در جنك شد
جون ببيرنكى رسى كان داشتى
موسى وفرعون دارند آشتى
يانه جنك است اين براى حكمتست
همجو جنك خر فروشان صنعت است
يا نه اينست ونه آن حيرانى است
Página desconocida