ومنها أن في القصة معنى قوله ﷺ: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ١") إلى آخره، ومن ذلك قوله حكاية عن إبليس: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ ٢، فإنهم ذكروا في معناه أي: آمرهم بتغيير خلق الله، وهي فطرته التي فطر عباده عليها، وهي الإسلام لله وحده لا شريك له.
ومنها أن فيها معنى القاعدة الكبرى في الشريعة المذكورة في مواضع، منها: قول النبي ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ٣ وهي من قوله: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ﴾ ٤، فإنهم ذكروا أن معناه قطع آذان البحيرة تقربا إلى الله على عادات الجاهلية.
ومنها أنها تفيد المعنى العظيم المذكور في قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ ٥ وما في معناه من النصوص، وذلك مستفاد من صنع اللعين; فإنه مع علمه بجبروت الله وأليم عذابه، وأنه لا محيص له عنه; ويعرف من الأمور ما لا يعرفه كثير من أهل العلم، ومع ذلك لم يتب ولم يرجع، بل أصر وعاند، وطلب النظرة لأجل المعصية مع علمه بعقابه وعدم مصلحته من فعله. وهذا باب عظيم من معرفة الرب وقدرته، وتقليبه القلوب كيف يشاء، وتيسيره كل عبد لما خلق له فيفعله باختياره.
ومنها أن الله سبحانه قد يعاقب العبد إذا غضب عليه بعقوبات باطنة في دينه وقلبه لا يعرفها الناس، مع إمداده إياه في الدنيا كما قال تعالى: