68

Tafsir Ayat Ahkam

تفسير آيات الأحكام

Géneros

المعنى الإجمالي

يقول الله جل ثناؤه ما معناه:

{ ما ننسخ من آية }: أي ما نبدل من حكم آية فنغيره، أو نترك تبديله فنقره بحاله، نأت بخير لكم منها - أيها المؤمنون - في العاجل أو الآجل إما برفع مشقة عنكم، أو بزيادة الأجر لكم والثواب، أو بمثلها في الفائدة للعباد، ألم تعلموا أيها الناس أن الله عليم، حكيم، قدير، لا يصدر منه إلا كل خير وإحسان، وأنه - جل وعلا - شرع هذه الملة الحنيفية السمحة، ليرفع عن عباده الأغلال والآصار؟!

فلا تظنوا أن تبديله للأحكام لعجز في القدرة، أو جهل في المصلحة، وإنما تغييرها يرجع إلى منفعة العباد، فهو المالك المتصرف في شؤون الخلق، يحكم بما شاء، ويأمر بما شاء، ويبدل وينسخ الأحكام حسب ما يريد، وما لكم أيها الناس سوى ولي يرعى شؤونكم، أو ناصر ينصركم، فلا تثقوا بغيره، ولا تعتمدوا إلا عليه، فهو نعم الناصر والمعين.

أتريدون - أيها المؤمنون - أن تسألوا رسولكم، نظير ما سأل قوم موسى من قبل؟! فتضلوا كما ضلوا، ويكون مثلكم مثل اليهود الذين سألوا نبيهم تعنتا واستكبارا فقالوا:

أرنا الله جهرة

[النساء: 153] وطلبوا منه ما لا يسوغ طلبه حيث قالوا:

اجعل لنآ إلها كما لهم آلهة

[الأعراف: 138] فهل يليق بكم أن تتعنتوا مع نبيكم، وتقترحوا عليه ما تشتهون، فتصبحوا كاليهود الضالين؟!

ومن يستبدل الكفر بالإيمان، والضلالة بالهدى، فقد حاد عن الجادة، وعدل عن طريق الاستقامة، وتردى في مهاوي الهلاك، وخسر نفسه حيث عرضها لعذاب الله الأليم.

Página desconocida