وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا
[الجن: 10] فلم يقولوا: أشر أراد الله فتدبره فإنه دقيق.
الدقائق البيانية في سورة الفاتحة
قال أبو حيان في تفسيره " البحر المحيط ": " وقد انجر في غضون تفسير هذه السورة الكريمة من علم البيان فوائد كثيرة لا يهتدي إلى استخراجها إلا من كان توغل في فهم لسان العرب، ورزق الحظ الوافر من علم الأدب، وكان عالما بافتنان الكلام، قادرا على إنشاء النثار البديع والنظام، وفي هذه السورة الكريمة من أنواع الفصاحة والبلاغة أنواع:
النوع الأول: حسن الافتتاح وبراعة المطلع، وناهيك حسنا أن يكون مطلعها مفتتحا باسم الله، والثناء عليه بما هو أهله من الصفات العلية.
النوع الثاني: المبالغة في الثناء وذلك العموم (أل) في الحمد المفيد للاستغراق.
النوع الثالث: تلوين الخطاب في قوله: { الحمد لله } إذ صيغته الخبر ومعناه الأمر أي قولوا: الحمد لله.
النوع الرابع: الاختصاص باللام التي في (لله) إذ دلت على أن جميع المحامد مختصة به تعالى إذ هو مستحق لها جل وعلا.
النوع الخامس: الحذف وذلك كحذف (صراط) من قوله تعالى: { غير المغضوب عليهم ولا الضآلين } التقدير: غير صراط المغضوب عليهم، وغير صراط الضالين.
النوع السادس: التقديم والتأخير في قوله: { إياك نعبد وإياك نستعين } وكذلك في قوله: { غير المغضوب عليهم ولا الضآلين } وقد تقدم الكلام على ذلك.
Página desconocida