160

Tafsir Ayat Ahkam

تفسير آيات الأحكام

Géneros

4 - قوله تعالى: { وأن تصوموا خير لكم } أن تصوموا في موضع مبتدأ و(خير) خبره والتقدير صيامكم خير لكم، و { إن كنتم تعلمون } شرط حذف منه الجواب لدلالة ما قبله.

5 - قوله تعالى: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } الشهر منصوب على الظرف، وكذلك الهاء في (فليصمه) ولا يكون مفعولا به، لأنه يلزم حينئذ المسافر لأنه شهد الشهر، قال الزمخشري: " المعنى فمن كان شاهدا أي حاضرا مقيما غير مسافر فليصم في الشهر ولا يفطر ".

لطائف التفسير

اللطيفة الأولى: أشارت الآية الكريمة إلى أن الصوم عبادة قديمة، فرضها الله على الأمم قبلنا، ولكن أهل الكتاب غيروا وبدلوا في هذه الفريضة، وقد كان يتفق في الحر الشديد أو البرد الشديد، فحولوه إلى الربيع وزادوا في عدده حتى جعلوه خمسين يوما كفارة لذلك.

روى الطبري بسنده عن الدي أنه قال: " كتب على النصارى شهر - رمضان، وكتب عليهم ألا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا أن ينكحوا النساء في شهر رمضان، فاشتد على النصارى صيام رمضان، وجعل يقلب عليهم في الشتاء والصيف، فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف (يعني الربيع) وقالوا: نزيد عشرين يوما نكفر بهما ما صنعنا فجعلوا صيامهم خمسين ".

اللطيفة الثانية: قوله تعالى: { فعدة من أيام أخر } قال ابن العربي: هذا القول من لطيف الفصاحة لأن تقديره: فأفطر فعدة من أيام أخر ، فحذف الشرط والمضاف ثقة بالظهور.

اللطيفة الثالثة: بين المولى جل ثناؤه أن الصوم يورث التقوى { لعلكم تتقون } وهذا تقليل لفريضة الصيام ببيان فائدته الكبرى، وحكمته العليا، وهو أنه يعد نفس الصائم لتقوى الله بترك شهواته الطبيعية المباحة، امتثالا لأمره واحتسابا للأجر عنده، فتتربى بذلك إرادته على ملكة التقوى بترك الشهوات المحرمة، فالصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر: (المرء يسعى لغاريه: بطنه، وفرجه).

اللطيفة الرابعة: قال القفال رحمه الله: " انظروا إلى عجيب ما نبه الله عليه من سعة فضله ورحمته في هذا التكليف، فقد نبه إلى ما يلي:

أولا: أن لهذه الأمة في شريعة الصيام أسوة بالأمم المتقدمة.

ثانيا: أن الصوم سبب لحصول التقوى، فلو لم يفرض لفات هذا المقصود الشريف.

Página desconocida