1 - قوله تعالى: { إن كنتم إياه تعبدون } جواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
2 - قوله تعالى: { إنما حرم } إنما مكفوفة عن العمل وهي حرف واحد تفيد الحصر و(الميتة) مفعول ل (حرم) والمعنى: ما حرم عليكم إلا الميتة... الخ.
3 - قوله تعالى: { غير باغ } غير منصوب على الحال (ولا عاد) معطوف على باغ وتقديره لا باغيا ولا عاديا.
قال القرطبي: (غير) نصب على الحال، وقيل: على الاستثناء، وإذا رأيت (غير) يصلح في موضعها (في) فهي حال، وإذا صلح موضعها (إلا) فهي استثناء، فقس عليه، و(باغ) أصله (باغي) ثقلت الضمة على الياء فسكنت، والتنوين ساكن، فحذفت الياء، والكسرة دالة عليها.
لطائف التفسير
اللطيفة الأولى: المراد من الطيبات الرزق الحلال، فكل ما أحله الله فهو طيب، وكل ما حرمه فهو خبيث، قال عمر بن عبد العزيز: المراد (طيب الكسب لا طيب الطعام). ويؤيده الحديث الشريف:
" إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: { يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } [المؤمنون: 51] وقال: { يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟ ".
فهذا هو بيان الطيب من الرزق ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عطر بعد عروس.
اللطيفة الثانية: قال أبو حيان: لما أباح تعالى لعباده أكل ما في الأرض من الحلال الطيب، وكانت وجوه الحلال كثيرة، بين لهم ما حرم عليهم لكونه أقل، فلما بين ما حرم بقي ما سوى ذلك على التحليل حتى يرد منع آخر، وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عما يلبس المحرم فقال:
" لا يلبس القميص ولا السروال "
Página desconocida