Tafsir and Interpretation in the Quran
التفسير والتأويل في القرآن
Editorial
دار النفائس
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٦ هـ/ ١٩٩٦ م
Ubicación del editor
الأردن
Géneros
منه، علما كان أو فعلا؟».
لذلك أعلن يوسف لأبيه ﵉، عند ما سجدوا له فعلا، أنّ هذا هو تأويل رؤياه: وقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ، قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا، وقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ، وجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ، مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وبَيْنَ إِخْوَتِي. إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ، إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. (١).
هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ: هذا وقت بيان العاقبة والمآل والنهاية لرؤياي التي رأيتها قبل عشرات السنين. الآن تمّ تأويلها، عند ما تحققت صورتها العملية المادية! قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا: قد حقق لي ربي ما وعدني به في تلك الرؤيا، فقد وعدني فيها بإسجاد أبوي وإخوتي لي، ووعد الله نافذ، وخبر الله واقع محقق، فالآن حققه الله لي، ورأيت الصورة الفعلية النهائية لذلك الخبر النظري!!
يوسف يؤول رؤيا السجينين:
لما سجن يوسف ﵇ ظلما، دخل معه السجن رجلان من حاشية الملك، غضب عليهما الملك فسجنهما، وهناك في السجن أنسا بيوسف وأعجبا به، ورأي كلّ منهما رؤيا، وطلبا من يوسف تأويلهما، فقدّم لهما عقيدته، وعرّفهما علي دينه وإيمانه، ثم قام بتأويل لكل واحد منهما رؤياه، وتحققت رؤياهما في عالم الواقع، كما أولهما لهما.
قال تعالى: ودَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ، قالَ أَحَدُهُما: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْرًا. وقالَ الْآخَرُ: إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ، نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ، إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. قالَ: لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ
_________
(١) سورة يوسف: ١٠٠.
1 / 52