228

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Editorial

دار الثريا للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ [النجم: ٢٦] وعلو المرتبة فيهم اختلف العلماء هل هي أعلى من البشر الصالحين أم صالحوا البشر أعلى من الملائكة وأفضل؟ فمنهم من قال: إن الملائكة أفضل، ومنهم من قال: إن صالحي البشر أفضل، والنزاع هنا قليل الفائدة، لأننا نعلم أن الملائكة لهم خصائص لا يلحقهم فيها البشر، وللبشر خصائص لا يلحقهم فيها الملائكة، فالتفضيل على الإطلاق لا يصح، لأن هؤلاء لهم ميزة وهؤلاء لهم ميزة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: إن الملائكة أفضل باعتبار كمال البداية؛ لأنهم خلقوا من نور، والنور أكمل وأفضل من الطين والتراب، وإن البشر أفضل باعتبار النهاية، لأن البشر يكونون في رحمة الله، والملائكة أنفسهم يدخلون عليهم من كل باب يهنئونهم ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤)﴾ [الرعد: ٢٤].
ولكن الذي أرى أنه ينبغي أن يقال: إن التفضيل ليس باعتبار البداية والنهاية بل باعتبار بعض الخصائص التي تكون لهؤلاء دون هؤلاء.
٧ - ومن فوائد الآية: إثبات أن الملائكة ﵈ ذوو عقول لقوله: ﴿إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩)﴾.
٨ - ومن فوائدها: إثبات المناظرة والمخاصمة بين الملائكة، كما هي أيضًا تكون بين الرسل وأقوامهم، وبين أتباع الرسل بعضهم مع بعض.

1 / 233