136

Tafsir Al-Uthaymeen: Stories

تفسير العثيمين: القصص

Editorial

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

الآية (٣٠)
* * *
* قَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [القصص: ٣٠].
* * *
قال المُفَسِّرُ ﵀: [﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ﴾ جَانِبِ ﴿الْوَادِ الْأَيْمَنِ﴾ لمُوسَى ﴿فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ﴾ لمُوسَى لِسَمَاعِهِ كَلَامَ اللَّهِ فِيهَا ﴿مِنَ الشَّجَرَةِ﴾ بَدَلٌ مِنْ شَاطِئِ بِإِعَادَةِ الْجَارِّ لِنبَاتِهَا فِيهِ، وَهِيَ شَجَرَةُ عُنَّابٍ، أَوْ عُلَّيْقٍ، أَوْ عَوْسَجٍ ﴿أَنْ﴾ مُفَسِّرَةٌ لَا مُخَفَّفَةٌ ﴿يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾].
قَوْلُهُ تعالى: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا﴾ أي: جَاءَ إِلَى النَّارِ، ووصل إليها.
قَوْلُهُ ﵎: ﴿نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ﴾: ﴿نُودِيَ﴾ النِّدَاءُ هُوَ دُعَاءُ الشخص بصوتٍ مُرتَفِع، والمناجاةُ: المُسَارَّة، وتكون بصوتٍ منخفض، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾ [مريم: ٥٢]، فمُوسى نُودِيَ مِنْ بُعْد، ثم قُرِّبَ فنُوجِيَ.
وكلمة ﴿نُودِيَ﴾ مَبْنِيَّة للمفعول، فالذي ناداه هُوَ اللَّهُ، كَمَا فِي آيَةٍ أُخْرَى ﴿إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ [النازعات: ١٦]، فهنا حُذِفَ الفاعِلُ للعِلم به؛ لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِي نَادَاهُ هُوَ اللَّهُ، بِدَلِيلِ قَوْلِه بعدُ ﴿إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [القصص: ٣٠].
وقوله تعالى: ﴿نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ﴾ أي: مِنْ جَانِبِ، فشاطئُ الشَّيْءِ جانِبُه،

1 / 140