221

Tafsir Al-Uthaymeen: Saba

تفسير العثيمين: سبأ

Editorial

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

لَوْ أَغْنَيْتُهُ لَأَفْسَدَهُ الْغِنَى، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَوْ أَفْقَرْتُهُ لَأَفْسَدَهُ الْفَقْرُ" (^١)، فالغَنيُّ ربَّما يَطغَى بغِناه وَيستَكثِر، والفقير ربما يَقنَط من رحمة الله وَيستَحسِر ويَستَبعِد الفَرَج، فيَكون الأوَّلُ فاسِدًا بطُغيانه، والثاني فاسِدًا بيَأْسه وقُنوطه. وقوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ الرِّزْق بمَعنى: العَطاء. وقوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ﴾ قال المُفَسِّر ﵀: [كُفَّار مَكَّةَ]، وهذا كما سبَق من قُصوره في التَّفسير، والواجِب أن نَقول: إن المُراد بـ ﴿النَّاسِ﴾ جميعُ الناس؛ أهلُ مكَّةَ وغيرُهم. وقوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾، لا يَعلَمون أن الأَمْر بيَدِ الله تعالى من حيثُ تَوسيع الرِّزْق وتَضييقه. وقوله ﷾: ﴿أَكْثَرَ النَّاسِ﴾ ولم يَقُل: كل الناس؛ لأن المُؤمِنين يَعلَمون ما لله ﷾ من الحِكَم في بَسْط الرِّزْق وتَقْديره. من فوائد الآية الكريمة: الْفَائِدَة الأُولَى: إِثْبات المَشيئة لله تعالى، لقوله تعالى: ﴿لِمَنْ يَشَاءُ﴾. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثبات الأَفْعال الاختِيارية؛ لقوله تعالى: ﴿يَبْسُطُ﴾ و﴿وَيَقْدِرُ﴾. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنَّ كَثْرة المال والولَد لا يَدُلُّ على الرِّضا، وإنما هو تابع لمَشيئة الله تعالى. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: الحِكْمة العَظيمة البالِغة في اختِلاف الناس في سَعة الرِّزْق

(^١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣١٨ - ٣١٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات رقم (٢٣١)، من حديث أنس ﵁.

1 / 227