تسعر به ويكون مخلدًا فيها أبدًا، لأنه كافر ﴿إنه كان في أهله مسرورًا﴾ إنه كان في الدينا في أهله مسرورًا، ولكن هذا السرور أعقبه الندم والحزن الدائم المستمر، واربط بين قوله تعالى فيمن أوتي كتابه بيمينه ﴿وينقلب إلى أهله مسرورًا﴾، وهذا ﴿كان في أهله مسرورًا﴾ تجد فرقًا بين السرورين، فسرور الأول سرور دائم - نسأل الله أن يجعلنا منهم - وسرور الثاني سرور زائل، ذهب ﴿كان في أهله مسرورًا﴾ أما الان فلا سرور عنده ﴿إنه ظن أن لن يحور﴾ أي: ألا يرجع بعد الموت، ولهذا كانوا ينكرون البعث ويقولون لا بعث، ويقولون: من يحيي العظام وهي رميم ﴿إنه ظن أن لن يحور﴾ قال تعالى: ﴿بلى﴾ أي سيحور ويرجع ﴿إن ربه كان به بصيرًا﴾ يعني أنه سيرجع إلى الله ﷿ الذي هو بصير بأعماله، وسوف يحاسبه عليها على ما تقتضيه حكمته وعدله.
﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ الْقُرْءَانُ لَا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَاّ الَّذِينَءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ .
﴿فلا أقسم بالشفق. والليل وما وسق. والقمر إذا اتسق. لتركبن طبقًا عن طبق﴾ . هذه الجملة مكونة من قسم، ومُقسم به، ومقسم عليه، ومُقسِم، فالقسم في قوله: ﴿لا أقسم بالشفق﴾ قد يظن الظان أن معنى ﴿لا أقسم﴾ نفي، وليس كذلك بل هو إثبات و﴿لا﴾