Tafsir Al-'Uthaymeen: Faatir
تفسير العثيمين: فاطر
Editorial
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٦ هـ
Ubicación del editor
المملكة العربية السعودية
Géneros
﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٥ - ٩] الإخلاص التامُّ ﴿لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾ [الإنسان: ٩ - ١٠].
فذكر عِدَّةَ أوْصافٍ من أوصافِهِم، فأطال في ذِكْر جزائِهِم؛ لمَّا أطال في ذكر أعمالهِم أطال في ذكر الجزاء بِخلافِ الكافرينَ، وهذا بلا شَكٍّ من بَلاغَة القُرْآن.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنَّ الأُجُورَ تَخْتَلِفُ؛ لِقَوْله تعالى: ﴿وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ فالأُجُور تَخْتَلِفُ باختلاف العَمَلِ، وتَخْتَلِف باختلافِ العامِلِ، وإذا كانت مُتَعَدِّيَة فإنَّها تَخْتَلِفُ باخْتِلافِ من انْتَفَعَ بها.
فمثلًا: تَخْتَلِف باختلافِ العَمَل كما في حديث: "أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا" (^١)، والواجِبُ أفضل من المُسْتَحَبِّ.
وباختلاف العاملِ كما في قَوْلِه ﷺ: "خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى" (^٢) وقال النَّبِيُّ ﵊: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ" (^٣).
(^١) أخرجه البخاري: كتاب المواقيت، باب فضل الصلاة لوقتها، رقم (٥٢٧)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، رقم (٨٥)، من حديث عبد الله بن مسعود ﵁. (^٢) أخرجه البخاري: كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، رقم (١٤٢٦)، من حديث أبي هريرة ﵁. (^٣) أخرجه البخاري: كتاب أصحاب النبي ﷺ، باب قول النبي ﷺ: "لو كنت متخذًا خليلًا"، رقم (٣٦٧٣)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة ﵃ رقم (٢٥٤١) من حديث أبي سعيد الخدري ﵁.
1 / 60