283

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

Editorial

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

الآية (٤١)
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ [الزمر: ٤١].
ثُمَّ قال ﵎: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ تَأمَّل ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ﴾، وفي بعض الآيات: ﴿أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ فهَلِ الحَرْفان بمَعنًى واحِد أو هُما يَختَلِفان؟
الجَوابُ: الأصل فيما اختَلَف لَفظُه أن يَختَلِف مَعناه هذا الأصلُ؛ لأن اللَّفْظ للمَعاني بمَنزِلة الثَّوْب للأجسام، فإذا وجَدْنا لَفْظين تَعدِيَتُهما واحِدة، لكنَّهما مُختَلِفان لفظًا، فالأصل اختِلافهما معنًى، فقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ﴾ يُفيد أن غاية الإنزال إلى رسول الله ﷺ لا يَتَجاوَزه إلى غيره.
وقوله تعالى: ﴿عَلَيْكَ﴾ تُفيد أن الإنزال على النبيِّ ﷺ حتى تَشَرَّبه كأنه نزَل في نَفْس الرسول ﵊؛ ألم تَقرَأ قول الله ﵎: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ﴾ [الشعراء: ١٩٣، ١٩٤]، ولم يَقُل: إلى قَلْبك هذا هو الفَرْق.
وقوله تعالى: ﴿عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ الكتاب هنا هو القُرآن الكريم، وسُمِّي كِتابًا؛ لأنه مَكتوب في اللَّوْح المَحفوظ، وفي الصُّحُف التي بأَيْدي الملائِكة، وفي الصُّحُف التي بأَيْدينا، وعلى هذا فيَكون فِعَال بمَعنَى: مَفعول، وهذا الوزنُ أَعنِي: فِعالًا بمَعنى: مَفعول يَأتي كثيرًا في اللغة العربية، ومنه فِراش بمَعنى مَفروش، وكِساء

1 / 287