275

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Editorial

دار الثريا للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

أنهم لمحضرون، أي محضرون إلينا يوم القيامة وسيجازون على ذلك.
وأما قول المؤلف: [لمحضرون في النار] ففيه نظر؛ لأنه لم يسبق للنار ذكر، اللهم إلا أن يقال: إن الاستثناء ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨)﴾ قد يدل على ذلك، لكن المعنى الذي أشرت إليه أولى: أي لمحضرون عندنا، كما قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٣٢)﴾. [يس: ٣٢] والمهم أن الله تعالى أخبر عن هؤلاء بأنهم سوف يحضرون إلى الله، وسوف يجازيهم على أعمالهم.
﴿فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧)﴾ وهذه الجملة مؤكدة بمؤكدين: إنّ، واللام ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨)﴾ أي: الذين أخلصهم الله لنفسه، فأخلصهم من الشرك ومن تكذيب الرسل، والعبودية هنا عبودية خاصة.
والاستثناء هنا متصل على كلام المؤلف ﵀، وعلى ما أشرت إليه يكون منقطعًا، وجه ذلك أنه إذا قلنا: إنهم محضرون إلى الله فإنه لا يستثني أحد، كل سيحضر، وعلى هذا فيكون الاستثناء منقطعًا، يعني لكن عباد الله المخلصين سوف ينجون من هذا الحضور، أي من العذاب الذي يترتب على هذا الحضور والمجازاة.
أما على قول المؤلف ﴿فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧)﴾ في النار، فإن الاستثناء متصل، يعني أن قومه يحضرون في النار إلا المؤمن منهم ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨)﴾.
﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩)﴾ قال المؤلف ﵀: [ثناءً

1 / 278