Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
6

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

(بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ) أي من قِبَلِ الله ﷿، والبأس هو العذاب، كما قال تعالى: (فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا) (الأعراف: الآية ٤)، يعني عذابنا، والإنذار: هو الإخبار بما يُخَوِّف. (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ) التبشير: الإخبار بما يسر، وهنا نجد أنه حُذِف المَفعول في قوله: (لِيُنْذِر) وذكر المفعول في قوله: (وَيُبَشِّر)، فكيف نقدر المفعول بـ"ينذر"؟ الجواب: نُقدِّرُه في مقابل من يُبَشَّر وهم المؤمنون فيكون تقديره "الكافرين"، وهذه فائدة من فوائد علم التفسير: أنّ الشيء يعرَف بذكر قبيله المقابل له، ومنه قوله تعالى: (فأنفروا ثباتا أو أنفروا جميعًا) (النساء: ٧١). (ثبات): يعني "متفرقين" والدليل ذكر المقابل له (أو انفروا جميعًا) وقوله تعالى: (الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من عمل صالح.؛ ولهذا قيل لبعض السلف: "أليس مِفتاحُ الجنَّة لا إله إلَاّ الله؟ " يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ المفتاحُ بلا أسنان؟ (الْمُؤْمِنِين) الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي ﷺ ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" (^١)

(^١) رواه مسلم: كتاب الإيمان، باب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله ﷾ .....، (٨)، (١).

1 / 10