124

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Kahf

تفسير العثيمين: الكهف

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

يقول: (أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ) العذاب الذي يكون تعزيرًا، وعذاب التعزير يرجع إلى رأي الحاكم، إما بالقتل أو بغيره. (ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا) لأن العقوبات لا تطهر الكافرين، فالمسلم تطهره العقوبات، أما الكافر فلا، فإنه يعذب في الدنيا وفي الآخرة، نعوذ بالله من ذلك. قوله: (نُكْرًا) ينكره المُعَذَّب بفتح الذال، ولكنه بالنسبة لله تعالى ليس بنُكر، بل هو حق وعدل، لكنه ينكره المُعَذَّب ويرى أنه شديد. (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا) المؤمن العامل للصالحات له جزاء عند الله (الْحُسْنَى) وهي الجنة كما قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: الآية ٢٦)، فسرها النبي ﷺ بأن: (الْحُسْنَى) هي الجنة. والزيادة هي النظر إلى وجه الله (^١). (وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا) أي سنقول له قولًا يسرًا لا صعوبة فيه، فوعد الظالم بأمرين: أنه يعذبه، وأنه يرد إلى ربه فيعذبه عذابًا نكرًا، والمؤمن وعده بأمرين: بأن له (الْحُسْنَى)

(^١) رواه مسلم: كتاب الإيمان، باب: إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم ﷾، (١٨١)، (٢٩٧، ٢٩٨) وغيره ولفظه: "إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله ﵎: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار. قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ﷿. وزاد في رواية: ثم تلا هذه الآية: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)

1 / 128